دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الفلسطينيين السبت الى “الوحدة” في مواجهة اسرائيل، في ختام لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في اسطنبول.
وقال إردوغان بحسب بيان للرئاسة التركية “من الحيوي أن يتحرك الفلسطينيون موحدين في هذه العملية. الرد الأقوى على اسرائيل والطريق الى النصر يتطلبان الوحدة والنزاهة”.
بعد التوترات الأخيرة بين اسرائيل وايران، أكد إردوغان أن “ما حصل ينبغي ألا يشكل مكسبا لإسرائيل، ومن الأهمية بمكان التحرك في شكل يبقي الانتباه مصوبا على غزة”.
كذلك، نقل البيان عن الرئيس التركي أن أنقرة “ستواصل مساعدتها الإنسانية لفلسطين بهدف التخفيف قدر الإمكان من معاناة” السكان في غزة.
وتركيا في مقدم الدول التي ارسلت مساعدات الى سكان القطاع المدمر، وتمكنت من إيصال 4500 طن من المواد الغذائية والأدوية.
وذكر إردوغان ايضا بأن بلاده فرضت “عددا من العقوبات على إسرائيل، بينها قيود تجارية” منذ التاسع من نيسان/ابريل.
وحضر الاجتماع مع هنية والوفد المرافق الذي ضم أحد ابرز قادة حماس خالد مشعل، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالين.
واللقاء بين إردوغان وهنية هو الاول لهما وجه ا لوجه منذ تموز/يوليو 2023.
ووصل هنية مساء الجمعة على رأس وفد من حماس إلى اسطنبول وهي من بين أماكن إقامته منذ عام 2011، والتي لم يزرها رسميا سوى في كانون الثاني/يناير الماضي، منذ بدء الحرب على غزة.
والتقى حينذاك وزير الخارجية التركي الذي اجتمع معه مطولا الأربعاء في الدوحة.
قال فيدان خلال زيارته للدوحة الأربعاء، إن ممثلي حماس “كرروا له أنهم يقبلون بإنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967″، وبالتالي، ضمنيا وجود دولة إسرائيل “والتخلي عن الكفاح المسلح بعد إنشاء الدولة الفلسطينية”.
وأوضح فيدان أن “حماس لن تحتاج بعد ذلك إلى وجود جناح مسلح وستستمر في الوجود كحزب سياسي”، معربا عن سعادته بتلقي مثل هذه الرسالة.
ونقل الوزير التركي أيضا لمحاوريه “مخاوف الغربيين” الذين يعتبرون حماس حركة إرهابية “ويشبهونها بداعش”.
وتوفر تركيا التي تقدم نفسها على رأس مؤيدي القضية الفلسطينية، دعما قويا ومستمرا لقادة حماس، لكنها وجدت نفسها مستبعدة من الوساطة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.
وتأتي زيارة هنية في وقت قالت قطر التي تقوم بدور محوري في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، إنها تريد “تقييم” دورها وبينما تراوح المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، مكانها.
وشعر المفاوضون القطريون بالاستياء خصوصا من الانتقادات الإسرائيلية وانتقادات بعض الديموقراطيين الأميركيين. لذلك يمكن لتركيا الاستفادة من ذلك لمحاولة استئناف الوساطة على أساس علاقاتها الجيدة مع حماس.
لكن سنان تشيدي الباحث المشارك في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات ومقرها واشنطن لا يتوقع أكثر من دور “محدود جدا” لإردوغان إلى جانب وسطاء آخرين، بسبب الرفض الذي يثيره من إسرائيل.
ورأى الخبير نفسه أن إردوغان “لن يلقى ترحيبا”، مذكرا بأن الرئيس التركي وصف بنيامين نتانياهو بـ”النازي” وإسرائيل بأنها “دولة إرهابية”. وأضاف “يمكن على أبعد حد، دعوته لتمرير رسائل بين المفاوضين الفلسطينيين وإسرائيل”.
واعتبر تشيدي أن أنقرة “لا تملك القدرة” على التأثير على حماس بشأن مصير الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ اختطافهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ومساء السبت، استقبل اردوغان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وشدد على ضرورة ان تعمل الدولة الاسلامية “معا” بهدف “تقليص التوترات بين اسرائيل وايران وتجنب ان تشهد المنطقة برمتها دوامة من النزاعات”، وفق بيان للرئاسة التركية.
وفي وقت سابق، التقى فيدان نظيره المصري وشددا معا على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مؤكدين “خطورة” الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وقال شكري آسفا إن “الأحداث الأخيرة (بين إسرائيل وإيران) قد صرفت انتباه المجتمع الدولي عن الظروف المأسوية في غزة”.
وصرح فيدان من جهته أنه “لا ينبغي للدول الأخرى أن تقول إن (الوضع) يتعلق بالشرق الأوسط وحده. كل ما يتعلق بفلسطين يؤثر على خطوط الصدع العالمية”.
عن ( أ ف ب) بتصرف