تواصل الجزائر محاولاتها اليائسة بعزل المملكة المغربية في المنطقة بمحاولة تشكيل تحالف ضدها يضم الجزائر وتونس وليبيا. وانتقلت المحاولة الجديدة إلى مرحلة التنفيذ بدعوة رؤساء الدول الثلاثة إلى لقاء تشاوري في تونس هو الأول من نوعه.
ويعقد الرئيس التونسي قيس سعيد مع نظيريه الجزائري والليبي الاثنين، “الاجتماع التشاوري الأول” من أجل بلورة تكتل مغاربي جديد، في ضوء الجمود الذي يشهده اتحاد المغرب العربي الذي يضم ايضا المغرب وموريتانيا.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية التونسية أن سعيد وجه الدعوة إلى “الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفخامة الرئيس محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا (…) للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة”.
وبذلك لم يتم توجيه الدعوة إلى المملكة المغربية ولا إلى جمهورية موريتانيا لهذا الاجتماع الذي يحضر لتشكيل هيئة على المستوى المغاربي.
وكان القادة الثلاثة اتفقوا على هامش قمة الغاز بالجزائر بداية مارس على “عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان”.
وخلال اللقاء بحث الرؤساء “الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية وضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب” بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
وتأتي المناورة الجزائرية الجديدة بعد الاختراقات الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب في ملف الصحراء المغربية، وخاصة بعد المواقف الرسمية المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، من طرف إسبانيا وألمانيا وفرنسا، والتي جائت تتويجا للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وحاول وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف تبرير هذه المبادرة معتبرا أنها تأتي لملء فراغ، مشيرا إلى أن اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ قبل 35 سنة “في الإنعاش” و”لا يقوم بأي نشاط”.
ولعبت الجزائر دورا حاسما في تجميد اتحاد المغرب العربي، وشل مؤسساته. وكانت ترفض اتهامات المغرب لها بالسعي إلى تجميد اتحاد المغرب العربي. لكن محاولة تشكيل تكتل بديل للاتحاد يستبعد المملكة تؤكد تلك الاتهامات.
وفي محاولة نفي نواياها السياسية ضد المغرب قال الرئيس عبد المجيد تبون في لقاء صحافي بداية نيسان/ابريل ان “هذا التكتل ليس موجها ضد أي جهة كانت” وأن “الباب مفتوح لدول المنطقة” و”لجيراننا في الغرب” أي المغرب.
ويأتي هذه التصريحات بينما تجاهلت الجزائر كل دعوات الملك محمد السادس لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين، منذ أغسطس/آب من عام 2021. وكانت آخر هذه الدعوات في 29 يوليو/تموز الماضي، حين قال الملك محمد السادس في خطاب العرش “نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين”. كما تجاهلت دعوة الملك محمد السادس في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018، لإعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي.
وتم تأسيس اتحاد المغرب العربي في مراكش سنة 1989 سعيا الى تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، على شكل الاتحاد الأوروبي.
وبعد بدايات موفقة ونشاطات كثيفة، جمد كل شيء بسبب التوتر المستمر في العلاقات بين الرباط والجزائر وخصوصا بسبب قضية الصحراء المغربية والمواقف العدائية للجزائر التي تدعم الانفصاليين. ولم يتم عقد أي اجتماع قمة منذ 1994.
بتصرف عن وكالات