انعقد المؤتمر الخامس عشر لحوار الأديان 2024 أيام 7و8 ماي الجاري بالدوحة تحت شعار “التكامل الأسري- دين وقيم وتربية”، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين وعلماء الأديان السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية)، وبحضور أكثر من 300 شخصية من حوالي 70 دولة ضمنها المغرب ممثلا بوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، ومشاركة ثلة من السياسيين ومجموعة من أساتذة التعليم العالي من مختلف الجامعات المغربية.
وشاركت الدكتورة خديجة مفيد، رئيسة مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون في المؤتمر بورقة تحت عنوان: “النسق والبنية الأسرية في الديانة الإسلامية مفاهيم ومصطلحات”، ألقتها في الجلسة الثانية.
وتضمنت الورقة إبراز الخصائص البنيوية والنسقية للأسرة في الديانة الإسلامية، موضحة كون جزء كبير منها مشرتك بين الديانات الثلاث خاصة ما يتعلق بانغلاق البنية في رجل وامرأة وقدسية الخلية الأسرية وأساسيتها في السواء الاجتماعي والنفسي للإنسان.
وما يعبر عنه الالتزام بالدين ومعياريته في سيرورتها من مظاهر الاستقرار ودعم الفطرة الانسانية وتحمل المسؤولية الاجتماعية وتوفير جميع قواعد السعادة المتسعة الأبعاد
وقد أوصت مفيد في نهاية ورقتها ب:
+ ضرورة تعميق مخرجات الحوار الديني بما يمكن من إ يجاد سبل التنسيق من أجل ايقاف الإرهاب التشريعي الذي يمارس تحت مظلة الأمم المتحدة ومن خلال مواثيقها، والتوجه نحو إرهاب الدول من أجل الالتزام بخيارات متحيزة لا تعني إلا أقلية منحرفة تهيمن على السياسة العالمية وعلى العالم
+ دعوة الأكاديميين والجامعات ومراكز البحث إلى التنسيق من أجل صياغة معجم للمصطلحات الأسرية للديانات التوحيدية تخضع للمعيارية وتشمل مقومات البنية والقيم والأدوار والتشريعات والعناصر الأسرية.
+ إيجاد الآليات الكفيلة بدعم مؤسسة الزواج والأسرة وتيسير جميع السبل لقيامها واستمراريتها.
+ العمل على صياغة الميثاق الأخلاقي للأسرة الفطرية من وجهة نظر الديانات الثلاث.
وتدارس المؤتمر ثلاثة محاور تهم “الأديان وهوية المنظومة الأسرية” و “الدور المركزي للأسرة في التنشئة والتربية” و “قضايا الأسرة المعاصرة (سبل الدعم والمعالجة والحلول).
ويبحث المحور الأول ثلاثة مواضيع تتعلق ب”هيكل البناء الأسري في الأديان (المفهوم والمكانة والمسؤولية)” و”القيم الدينية والتربوية وتحقيق التكامل الأسري” و “الأديان والتضامن الأسري (الحقوق والمسؤوليات)” فيما يركز المحور الثاني على دراسة “مقومات البناء الداخلي للأسرة السليمة” و “الأسرة وتأثيرها في التنمية والنهضة للمجتمعات والأوطان” و “التدخلات الخارجية وزعزعة الدور المركزي للأسرة”.
أما المحور الثالث فيبحث “دور المؤسسات الرسمية والدينية ومنظمات المجتمع المدني في دعم الأسرة” و “الأسرة والتحديات المعاصرة في المجتمعات متعددة الأديان والثقافات” و “الأسرة في ظل القوانين الوطنية والدولية بين التأييد والانتقاد” فيما تناقش الجلسة الختامية الصراعات والنزاعات المسلحة وآثرها على الأسرة.