عزيزة الزعلي.
أفاد تقرير حديث لمؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، أن التأليف والنشر في المغرب، ما يزال يتسم بهيمنة الطابع الذكوري عليه بنسبة 82,22 %، وذلك على الرغم من الاتساع التدريجي لولوج الفتيات للتعليم الجامعي، خصوصا في المجالات المعرفية (الدراسات الأدبية واللغوية والعلوم الإنسانية والاجتماعية).
وكشفت البيانات الخاصة بجنسية المؤلفين البالغ عددهم 2.556 خلال فترة 2023-2022 التي يغطيها تقرير وضعية النشر والكتاب في المغرب، توزيعا حسب النوع الاجتماعي، يظهر أنه مقابل2437 من المؤلفين الذكور، هناك 527 مؤلفة فقط.
أما في ما يخص إصدارات الكاتبات المغربيات خلال الفترة موضوع التقرير، فقد رصدت المصالح التوثيقية بالمؤسسة، أن التأليف النسائي يتركز أساسا في مجالات الأدب (182 عملا أدبيا)، يليها الاهتمام بقضايا المجتمع (68 عنوانا)، فالدراسات القانونية (65 كتابا) والتاريخ (49 كتابا)، علاوة على الدراسات الأدبية (33 كتابا)، التعليم (27 كتابا)، اللغات (27 كتابا)، السياسة (23 كتابا )، الاقتصاد ( 23 كتابا)، الدراسات الإسلامية (19 كتابا).
وعلى مستوى توزيع إنتاج الكاتبات المغربيات حسب المجال المعرفي، أكد التقرير أن لغة الكتابة لديهن تبقى بالأساس هي اللغة العربية بنسبة 64,64 %، علما بأن الإنتاج النسائي المنشور باللغة العربية (27.5 %) يتجاوز المتوسط العام للإنتاج باللغة الفرنسية الذي ينحصر في نسبة 17.72 %.
من جهة أخرى، كشف التقرير على مستوى توزيع المنشورات المغربية (الكتب) حسب المجالات الجغرافية، أن الإنتاج الفكري المغربي لا يزال متمركزا حول القضايا الوطنية بشكل خاص، وهي الخلاصة ذاتها المتوصل إليها في التقارير السابقة.
وأظهرت المعلومات البيبليومترية المفصلة عن المنشورات المغربية، الورقية والرقمية الواردة في التقرير، أن 2230 عنوانا من المطبوعات (أي 74,68 % من مجموع المنشورات)-بما في ذلك الإبداعات الأدبية- تتناول بالدرس المجال المغربي. أما المجالان المغاربي – تونس (0.87 %) و الجزائر (1.07%)- والعربي، فلا يحظيان سوى باهتمام محدود لدى الكتاب والناشرين المغاربة.
وبعيدا عن الإطار المغربي، أفادت أرقام التقرير، أن المنشورات المتعلقة بالتراث الأدبي والديني الأندلسي، لكونها امتدادا تاريخيا للتراث الثقافي الوطني، تحتل نسبة 2,44%، وينطبق الأمر نفسه على اهتمام المؤلفين المغاربة بالفضاء المغاربي في جميع امتداداته التاريخية القديمة والوسيطية والحديثة والمعاصرة، وبالنسبة ذاتها تقريبا التي حظي بها الاهتمام بالدراسات الأندلسية ( 2,48 %).
أما ما يجري في باقي العالم -وفقا للتقرير-، فلا يحظى بالاهتمام المطلوب إلا نادرا، حيث يسجل اهتمام المؤلفين المغاربة بإفريقيا من خلال 40 عنونا، وفرنسا بـ 36 عنوانا.
يذكر، أن التقرير السنوي الصادر عن مؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، يوفر معلومات بيبليومترية مفصلة عن المنشورات المغربية، الورقية والرقمية.
وذلك، وفق مؤشرات متعددة: اللغات والمجالات المعرفية، والترجمات، وخصائص خريطة النشر، والطبع عبر أرجاء التراب المغربي، فضلا عن إصدارات المؤلفين المغاربة في الخارج (الكتب خاصة)، وذلك بهدف التعريف بأحد مظاهر حضور الإنتاج الفكري المغربي في الساحات الثقافية والفكرية والعلمية العربية والأجنبية.
وقد أحصى هذا التقرير خلال فترة 2022-2023، حصيلة النشر المغربي في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بلغت ما يقدر بـ ــ3.482 ، بمعدل إنتاج سنوي يقدر بـ 1.741 عنوانا.
إذ تشكل المطبوعات الورقية نسبة 90 % بـ 3.198 مؤلفا (الكتب 2.795، المجلات 403)، و10 % عبارة عن مطبوعات رقمية عددها 284 مؤلفا (الكتب 191، المجلات 93).