تشير دراسة نشرت الشهر الماضي، إلى أن فرنسيين مسلمين يحملون مؤهلات عالية، وينحدرون غالبا من عائلات مهاجرة، يتركون البلاد بحثا عن بدايات جديدة في مدن مثل لندن ونيويورك أو الدار البيضاء ومونتريال ودبين وحتى اسطنبول.
ووفقا لنتائج الاستطلاع الذي يحمل عنوان “فرنسا، تحبها ولكنك تغادرها”، فإن من بين أكثر من ألف شخص أجابوا عن الأسئلة، أشار 71% منهم إلى العنصرية أو التمييز لتفسير هذا الاختيار، حيث أفادوا بأنهم تعرضوا للتمييز في سوق العمل، ووصموا بالعار بسبب دينهم وأسمائهم أو أصولهم.
وحسب هذه الدراسة التي أنجزها ثلاثة باحثين لمدة عامين، عبر 140 مقابلة متعمقة، فإن 68% من الذين شملهم الاستطلاع غادروا فرنسا بسبب الإسلاموفوبيا، و63 % بسبب “صعوبة عيش دينهم بسلام”، و 53% من المستجوبين حاصلون على شهادة البكالوريا+5 على الأقل.
ووجدت الدراسة، أن مهاجرين مغاربة شملهم الاستطلاع، لا يفكرون بالعودة النهائية إلى أرض الوطن. وذلك بسبب الراتب، إذ يعتقدون أن الرواتب منخفضة للغاية في المغرب، ومنهم من يفضلون الادخار قبل العودة، من أجل شراء العقارات، أو العيش براحة أكبر.
وسلط هذا المسح الاجتماعي غير المسبوق، الضوء لأول مرة على ظاهرة تؤثر على المجتمع الفرنسي بهدوء، ومن خلال إجراء مقابلات مع نخب الأقليات، تشرح بالتفصيل تدريبهم، وكيف يشعرون وكيف يُنظر إليهم كمسلمين، وأسباب رحيلهم، واختيار الوجهات، وتجربة الاستقرار والعيش في الخارج، والنظرة المستقبلية لعلاقتهم بفرنسا، وآفاقهم المستقبلية. العودة.
ولا يقتصر الأمر على هجرة الأدمغة التي يوثقها الاستطلاع، بل تم الكشف ضمنيًا عن الآثار الضارة لكراهية الإسلام، والتي تبدو بمثابة استثناء فرنسي، وفق معدوا الدراسة التي سلطت الضوء على ظاهرة “الهروب الصامت” للنخبة المسلمة في فرنسا.
وقال أوليفييه إستيفيس المساهم في الدراسة لصحيفة لوموند، “هناك خصوصية فرنسية حقيقية في هذه القضية. في بلدنا، يتم إبعاد المرأة التي ترتدي الحجاب إلى هامش المجتمع، ويصعب عليها بشكل خاص العثور على عمل. وبالتالي، فإن النساء المحجبات اللاتي يرغبن في العمل يتم دفعهن إلى مغادرة فرنسا”.
و ذكر التقرير السنوي الصادر عن “مرصد عدم المساواة” في عام 2023، أن المرشح الذي يحمل اسما فرنسيا تقليديا يتمتع بفرصة أكبر بنسبة 50% تقريبا للحصول على وظيفة مقارنة بمن يحمل اسما عربيا.
وقال “مرصد عدم المساواة”: “من المفارقة أن المجتمع الفرنسي رغم ذلك “أكثر انفتاحا مما كان عليه قبل عشرين عاما” و”العنصرية في تراجع”.
حيث أشار إلى أن 60% من الفرنسيين يرون أنهم “ليسوا عنصريين بتاتا”، وهي ضعف النسبة المسجلة قبل 20 عاما. كما تراجعت نسبة من يعتقدون أن هناك “أعراقا متفوقة على الأخرى” ثلاث مرات من 14% إلى 5%.
(وكالات)