ثقة تيفي
ترتبط الدول التي تتعرض بشكل مفرط للتلوث الضوئي الاصطناعي – خاصة في الليل – بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وفقا لدراسة جديدة أجراها علماء في المركز الطبي بجامعة راش الأمريكية.
وتعد الدراسة الصادرة يوم الجمعة، أحدث الأبحاث التي تشير إلى أن احتمال إصابة الناس بمرض الزهايمر قد يكون مرتبطا ببيئاتهم.
وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة Frontiers in Neuroscience، فـ 80% هو مقدار ما يتعرض له سكان العالم من التلوث الضوئي.
يقول العلماء في الدراسة، إن التعرض للضوء الاصطناعي في الهواء الطلق ليلا كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
استخدم الباحثون البيانات التي تم الحصول عليها عبر الأقمار الصناعية لتحديد شدة الضوء الليلي وقارنوها بانتشار مرض الزهايمر في نفس ولايات المسح.
ووجدوا أنه تم تسجيل علاقة إيجابية في الولايات التي لديها أكبر تلوث ضوئي في كل عام تمت دراسته من 2012 إلى 2018.
وأظهرت الدراسة أن التلوث الضوئي الليلي له علاقة أقوى بخطر الإصابة بمرض الزهايمر من تعاطي الكحول وأمراض الكلى المزمنة والاكتئاب وفشل القلب والسمنة، ولكن أقل ارتباطا بحالات الرجفان الأذيني والسكري وفرط شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما، كان التعرض للضوء الليلي مرتبطا بقوة أكبر بانتشار مرض الزهايمر أكثر من أي من عوامل المرض الأخرى التي تمت دراستها.
ويعتبر التلوث الضوئي، الأحدث في قائمة العوامل البيئية التي تشير الدراسات إلى أنها قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بمرض الزهايمر، بما في ذلك العيش بالقرب من المساحات الخضراء، والتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء والتعرض للمواد الكيميائية.
تم الإشارة إلى مفهوم التلوث الضوئي لأول مرة من قبل علماء الفلك في سبعينيات القرن العشرين، وفقا لمتحف التاريخ الوطني، حيث لاحظ أولئك الذين درسوا سماء الليل التأثير المتزايد للضوء الاصطناعي على عملهم.
في ذلك الوقت، قدر العلماء أن السماء أصبحت أكثر إشراقا بنسبة تتراوح بين 3 و 6٪ كل عام، كما قال المتحف، لكن هذا المعدل ارتفع إلى ما يقرب من 10٪ سنويا في جميع أنحاء العالم، مع معدل نمو أسرع في أمريكا الشمالية (10.5٪).
وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، لاحظ العلماء أن الإضاءة الزائدة في الليل تسلط الضوء على إهدار الطاقة التي تساهم في تغير المناخ ويمكن أن تقلل من التطهير الليلي للغلاف الجوي.
كما بدأت أبحاث أخرى، مثل الدراسة التي نشرت يوم الجمعة، تشير بشكل متزايد إلى أن التلوث الضوئي يمكن أن يكون له آثار ضارة على صحة الإنسان والحياة البرية.
يؤثر التلوث الضوئي، من المصابيح والأجهزة الإلكترونية على وجه الخصوص، على إيقاعات النوم اليومية، وفقا للجمعية الطبية الأمريكية، والتي يمكن أن تزيد من خطر السمنة وتقلل من إنتاج الميلاتونين.
ويرتبط التعرض للضوء الاصطناعي في الهواء الطلق ليلا أيضا بزيادة السمنة والاكتئاب والقلق وضعف الذاكرة وتصلب الشرايين والسرطان، كما يقول المركز الطبي بجامعة راش.
تعد سنغافورة وقطر والكويت من بين أكثر الدول تلوثا ضوئيا في العالم، وفقا لناشيونال جيوغرافيك.
لطالما تمت دراسة السلاحف البحرية كنوع يتأثر بشكل كبير بالتلوث الضوئي. وبالمثل، فإن حوالي 10.000 طائر مهاجر تتعرض للأذى أو القتل كل عام بسبب الاصطدام بناطحات السحاب والمباني الشاهقة بعد الخلط بينها وبين المباني ذات الإضاءة الزاهية، وفقا لدراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب.