ثقة تيفي
حسب تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، عدد المغاربة الذين يلجؤون إلى مواقع المقامرة الخارجية آخذ في الارتفاع.
تجتذب هذه المنصات غير المنظمة عشرة أضعاف عدد الزوار من مشغلي المقامرة القانونيين في المغرب، مثل MDJS واليانصيب الوطني و SOREC والكازينوهات.
ووفقا للإصدار السنوي للمعهد، يقدر عدد الغاربة المشاركين في المقامرة في عام 2021 بـ 3.3 مليون شخص، تم تحديد 40 في المائة منهم على أنهم مقامرون مفرطون.
ولا تشمل هذه الأرقام لوائح المراهنات عبر الانترنيت، مما يعرض الأفراد للمخاطر المرتبطة بالمشاركة في المقامرة الخارجية والتهديدات لأمن بياناتهم الشخصية، يقول التقرير.
ويرى التقرير، -الذي يهدف إلى اطلاع متخذي القرار على الاتجاهات الناشئة التي لوحظت على مدى السنوات العشرين الماضية- أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان للفترة 2018-2022 التي وضعتها وزارة الصحة، لا تأخذ في الاعتبار السلوكيات الإدمانية كأمراض يجب معالجتها.
ويصف التقرير القمار عبر الأنترنيت المعروف باسم GAMBLEOPATHY1) ) بـ”اضطراب سلوكي يتميز برغبة مستمرة لا يمكن السيطرة عليها للمراهنة على نتائج الأحداث الرياضية أو المقامرة حتى في مواجهة النتائج السلبية”.
والممارسة تحفز نظام المكافأة في الدماغ بطريقة مماثلة المواد المسببة للإدمان، وبالتالي إعاقة التنمية الشخصية، الجوانب الأسرية والمهنية للشخص المتضرر، يشير التقرير.
أدى ظهور الإنترنت والتقنيات الجديدة إلى تفاقم الظاهرة من خلال رقمنة العديد من أشكال هذه الألعاب مثل المراهنات الرياضية أو البطاقات أو النرد، دون الحاجة إلى الذهاب فعليا إلى الأماكن المخصصة لهذه الأنشطة (مكاتب التذاكر والمحلات التجارية والكازينوهات وما إلى ذلك).
ويشهد سوق المراهنات الرياضية عبر الأنترنيت توسعا عالميا، والذي من المتوقع أن يستمر في المستقبل القريب، وسيكون حجمه الإجمالي 109 مليارات دولار في عام 2028، بعد أن كان لا يتجاوز 63 مليار دولار في 2022.
وقال تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية وهو الثاني بعد عام 2023، إن هذا النمو يثير مخاوف بشأن التأثير المحتمل على الصحة العامة.
ويوصي باتباع نهج شامل يتضمن لوائح أكثر صرامة بشأن المقامرة عبر الإنترنت، وزيادة الجهود لمكافحة الإدمان، وحملات توعية عامة قوية حول المخاطر المرتبطة بالمقامرة.
ويؤكد أيضا على الحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر استباقية في حماية الأفراد الضعفاء، وخاصة القصر، من الآثار الضارة للمقامرة.