كيف حقق ترامب عودة استثنائية في التاريخ السياسي

منذ جروفر كليفلاند في عام 1892 لم يتم انتخاب رئيس للولايات المتحدة لفترتين غير متتاليتين في المنصب.

في النهاية، كان دونالد ترامب قادرا على تحقيق هذا الإنجاز من خلال توسيع الخريطة الانتخابية للجمهوريين.

حصل على ما يكفي من الأصوات الانتخابية في أربع ولايات متأرجحة، لهزم نائبة الرئيس كامالا هاريس والعودة إلى البيت الأبيض لولاية ثانية.

وهو ما يمثل عودة سياسية لا تصدق لرئيس سابق رفض الاعتراف بالهزيمة قبل أربع سنوات ثم أثار هجوما عنيفا على مبنى الكابيتول الأمريكي.

وأعقب ذلك أربع لوائح اتهام جنائية، وإدانة جنائية في 91 تهمة، وحكم بقيمة 354 مليون دولار في قضية مدنية ضده وضد شركته، ووجدت هيئة محلفين أخرى أنه مسؤول عن الاعتداء الجنسي والتشهير. كما نجا من محاولتي اغتيال خلال الحملة هذا العام.

في عام 2015، أعلن عن ترشحه للرئاسة بشعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” ، قاده أسلوبه الشعبوي وتصريحاته الحادة إلى كسب دعم جماهير واسعة.

تحدى كافة التوقعات ليصل إلى البيت الأبيض بعد فوزه على هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، خسر ترامب انتخابات 2020 أمام جو بايدن.

عاد في 2024 مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة، متعهدًا بإعادة البلاد إلى “عظمتها” وإصلاح ما يسميه بـ “أخطاء الإدارة الحالية”.

تجنبت استراتيجية حملته في الغالب الصحافة الرئيسية، وركزت بدلا من ذلك على جذب الشباب والناخبين الساخطين من الأقليات، مدعومين بمؤثرين حلوا محل وسائل الإعلام التقليدية بين هؤلاء الناخبين. تقول التقارير.

مع تحول مساء الثلاثاء إلى الليل، تفوق ترامب على نتائجه لعام 2020 عبر الخريطة، بينما كان أداء هاريس ضعيفا ضد بايدن في المقاطعات الرئيسية وبين الكتل التصويتية الرئيسية، ومن بينهم اللاتينيون والبيض.

من خلال القوة المطلقة، تغلب ترامب على منافسة أنفقت 1 مليار دولار لهزيمته، كانت يعتقد أنها الأفضل في السياسة.

وقال جون كينغ على شبكة سي إن إن: “الرئيس السابق للولايات المتحدة الذي تخلى عن الموت بعد 6 يناير 2021 ، يترشح الآن أقوى مما كان عليه في الحملة الأخيرة”.  وأشار إلى أن ترامب كان يتقدم على أدائه لعام 2020 بمقدار 3 نقاط على المستوى الوطني.

كانت ويسكونسن هي الولاية التي وضعت ترامب على 270 صوتا في المجمع الانتخابي اللازمة للفوز في الانتخابات، وهي الولاية نفسها التي سلمته البيت الأبيض في عام 2016.

الآن ، بدلا من إنهاء حياته المهنية بوسم “خاسر”- كرئيس تم هزمه مرتين، وفترة ولاية واحدة ومجرم مدان- سيكون أمام ترامب 4 سنوات أخرى لتعزيزإرثه باعتباره الرئيس الجمهوري الأكثر أهمية منذ رونالد ريغان.

أعلن الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، في خطاب ألقاه من فلوريدا في وقت مبكر صباح الأربعاء،  قائلا إنه العقل المدبر “لأعظم حركة سياسية في كل العصور”.

وتعهد “بمساعدة بلدنا على الشفاء”، بعد أن تعهد خلال الحملة بـ “الانتقام” من أعدائه السياسيين.

“الحكم الحقيقي سيكون 5 نوفمبر، من قبل الشعب” ، قال ترامب في وقت سابق من هذا العام. وأظهرت النتائج أن الحكم جاء لصالحه.

“لقد تغلبنا على العقبات التي لم يعتقد أحد أنها ممكنة”، قال ترامب لحشد من أنصاره تجمعوا في مركز المؤتمرات بالقرب من منزله في مار لاغو. وبعد أن شكر الناخبين، قال إنه لن يهدأ له بال حتى يقدم “عصرا ذهبيا” لأمريكا.

فمن هو دونالد ترامب ؟

انطلق من عالم العقارات ليصل إلى قمة السياسة الأمريكية. رجل أعمال ملياردير جذب حوله جمهورًا واسعًا وحافظ على حضوره القوي رغم التحديات والأزمات.

ولد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 بحي كوينز في نيويورك. ورث من والده فريد ترامب، إدارة أعمال في مجال العقارات. 

في سن مبكرة، التحق بأكاديمية تعليمية عسكرية، ثم أكمل دراسته الجامعية في كلية وارتون للاقتصاد بجامعة بنسلفانيا.

انضم إلى شركة والده في السبعينيات، وغيّر اسمها إلى “مؤسسة ترامب”، وعمل على تحويل المشاريع من الأحياء السكنية إلى العقارات الفاخرة في مانهاتن.

في عام 1983، أنشأ برج ترامب الشهير في فيفث أفنيو، ورسّخ علامته التجارية كرجل أعمال ناجح في قطاع العقارات.

امتدت طموحاته إلى مجال الترفيه، حيث امتلك حقوق مسابقات ملكة جمال الكون، وظهر في برنامج “المتدرب” التلفزيوني. زادت جماهيريته وأكتسب شعبية واسعة، مما سهل له الترويج لأفكاره وجعله وجهًا مألوفًا بين الأمريكيين.

تزوج ثلاث مرات: من إيفانا زيلنيكوفا، أنجب منها دونالد جونيور، إيفانكا، وإريك؛ ثم من مارلا مابيلز، وأنجب منها تيفاني؛ وأخيرًا من ميلانيا كناوس، التي أنجبت ابنه بارون.

رافقت حياته سلسلة من الفضائح القانونية والشخصية، لكنه حافظ على صلابته وواصل مشواره.

المصدر: ثقة تيفي / صحافة أمريكية