ثقة تيفي
تميل طرق توليد الكهرباء في جميع أنحاء إفريقيا نحو الوقود الأحفوري، حيث يشكل الغاز الطبيعي 42٪ من الإنتاج، ويساهم الفحم بنسبة 26٪ أخرى.
وفقا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، برز المغرب كرابع منتج للكهرباء، حيث ساهم بـ 42،722 جيجاوات في الساعة، وهو ما يمثل 4.7٪ من إجمالي إنتاج القارة.
بينما تتقدم على المغرب في قائمة أفضل 10 دول أفريقية لديها أعلى توليد للكهرباء، ثلاثة بلدان شكلت معا أكثر من نصف إنتاج الكهرباء في القارة.
حسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن جنوب إفريقيا هي أكبر منتج، ساهمت بـ 234،850 جيجاوات في الساعة، ما يمثل 25.9٪ من إجمالي إنتاج القارة. تليها مصربـ 208,739 جيجاوات (23.1٪)، والجزائر بـ91,231 جيجاوات (10.1٪. (
وفي باقي القائمة تأتي على التوالي، نيجيريا بـ (37.915 جيجاوات)، وليبيا (35.106)، وغانا (23.167)، وتونس (21.422)، وموزمبيق (19.558)، ثم ناميبيا (19.475).
وعلى الرغم من هذه التطورات، فإن إنتاج الكهرباء ليس موحدا في جميع أنحاء القارة، حيث تقود بعض الدول المسؤولية كمساهمين رئيسيين في مشهد الطاقة في إفريقيا.
– 600 مليون أفريقي يعيشون في ظلام
وحسب تقرير “حالة الطاقة الأفريقية لعام 2025” تمثل شمال إفريقيا، التي تتكون من سبع دول- الجزائر ومصر وإريتريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس – أكبر سوق إقليمي للطاقة في القارة.
تتباهى دول شمال إفريقيا بشكل عام بمعدلات الحصول على الكهرباء التي تتجاوز 90٪، وهي تنفذ استراتيجيات لتحسين قطاعات الطاقة لديها، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتسهيل انتقال الطاقة.
في المقابل، تواجه العديد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء تحديات كبيرة، حيث لا يزال نصف سكان المنطقة يفتقرون إلى الكهرباء.
ويفتقر أكثر من 600 مليون أفريقي إلى إمكانية الوصول إلى الطاقة، مما أدى إلى زيادة معدل الوصول إلى الكهرباء في البلدان الأفريقية، وهو الأدنى على مستوى العالم.
وكشف التقرير، أن من بين 685 مليون شخص لا يحصلون على الكهرباء على مستوى العالم، يقيم 590 مليونا (86٪) في إفريقيا، حيث لا يزال الوصول إلى الكهرباء يمثل تحديا كبيرا، خاصة في المناطق الريفية.
ويمكن أن يعزى عدم إمكانية الوصول إلى الكهرباء في العديد من المناطق إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك ارتفاع تكلفة الكهرباء ونقص البنية التحتية.
كما يعود التقدم البطيء في الكهرباء إلى النمو السكاني السريع، الذي تجاوز الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الكهرباء. (تمكنت بلدان جنوب الصحراء من رفع المعدلات إلى 55٪ اليوم).
ويظهر التفاوت في إمدادات الطاقة عند مقارنة المناطق، ففي عام 2023، سجلت أمريكا الجنوبية بعدد ساكنة تصل حوالي 400 مليون نسمة، طلبا على نصيب الفرد من الطاقة يبلغ حوالي 2,300 كيلوواط / ساعة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن نصيب الفرد من الطلب في أفريقيا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليار نسمة، أقل بكثير من 418 كيلوواط ساعة تقريبا.
ويكون التفاوت أكثر وضوحا عند مقارنته بأوروبا، حيث يزيد نصيب الفرد من الطلب على الطاقة عن 5,000 كيلو واط في الساعة.
ويرى التقرير، أن القيود المفروضة على البنية التحتية وعدم المساواة تساهم في الوصول إلى هذا التفاوت، حتى مع استمرار نمو الطلب. وتتطلب معالجة هذه التحديات توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء مع استكشاف مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة لتحقيق تقدم طويل الأجل.