ثقة تيفي
كانت بريطانيا مشاركا نشطا في حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة على مدى الأشهر الـ 15 الماضية، وفقا لتقرير جديد نشرته اللجنة البريطانية لفلسطي، (BCP).
يقول التقرير المكون من 22 صفحة بعنوان “التعاون العسكري البريطاني مع إسرائيل”: “لم تفشل المملكة المتحدة ببساطة في الوفاء بمسؤولياتها تجاه الطرف الثالث لدعم القانون الدولي، بما في ذلك واجبها في منع الإبادة الجماعية، ولكنها كانت مشاركا نشطا في حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة على مدى الأشهر الـ 15 الماضية”.
وتعرض الوثيقة بالتفصيل تورط بريطانيا في صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وإمدادات الدعم اللوجستي ونقل الأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي، وحماية البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية، والتدخل العسكري المباشر في اليمن لدعم أهداف إسرائيل، مع توفير المعلومات الاستخباراتية المستمرة عبر رحلات المراقبة.
يكشف التقرير الذي صدر أمس الثلاثاء، التورط العسكري البريطاني في الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويقول، في حين أن بريطانيا “لم ترتكب أعمال عنف مباشرة في غزة، إلا أنها لعبت دورا مؤثرا، ليس فقط عبر المصادقة على تراخيص الأسلحة، ولكن أيضا من خلال تعاون عسكري أوسع وأعمق مع إسرائيل”.
يشير التقرير إلى أن هذا التعاون يشمل شراء أسلحة من الصناعة العسكرية الإسرائيلية واستخدام القواعد العسكرية البريطانية. ويشرح تفاصيل استخدام قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص وتوريد قطع غيار طائرات مقاتلة من طراز F-35 منذ بدء الحرب على غزة.
وحسب نتائج التقرير، علقت بريطانيا بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في بداية سبتمبر بما في ذلك مكونات F-35 بريطانية الصنع مباشرة إلى إسرائيل.
لكن المملكة المتحدة -حسب التقرير- واصلت تصدير قطع غيار الطائرات المقاتلة إلى مجموعة عالمية يمكن أن ينتهي بها المطاف في طائرات F-35 الإسرائيلية.
في 13 يوليوز 2024، أسقطت طائرة إسرائيلية من طراز F-35 ثلاث قنابل تزن 2,000 رطل على مخيم للنازحين في المواصي بغزة.
ويقول التقرير “هذه الضربة أصبحت ممكنة من خلال التصنيع البريطاني وتوريد قطع الغيار البريطانية الصنع (تشكل أكثرمن 15٪ ) التي تدعم أسطول طائرات F-35 الإسرائيلي”.
ويشير تقرير اللجنة البريطانية لفلسطين -وهي منظمة محايدة مقرها في لندن-، إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني، قد استخدم محطة الصيانة (مرهم) لإرسال قطع غيار من طراز F-35 مباشرة إلى إسرائيل في سبع نقاط منذ بدء الحرب على غزة.
وتظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية، المقدمة في التقرير، أن الجيش البريطاني والأمريكي قام برحلات جوية مستمرة من “أكروتيري” إلى إسرائيل طوال الأشهر الـ 15 الماضية.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقل 60 طائرة عسكرية أمريكية وبريطانية إلى أكروتيري لتسهيل نقل الأسلحة جوا إلى إسرائيل في الأسابيع التي أعقبت 7 أكتوبر.
وتظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية أيضا أن طائرة R1 البريطانية تستخدم للقيام برحلات مراقبة ليلية فوق غزة من أكروتيري لمدة 6 أيام كل أسبوع (ما عدا يوم السبت). وهوما اعترفت به الحكومة البريطانية، مدعية أن الرحلات الجوية تدعم “إنقاذ الرهائن”.
ويختم التقرير بالقول إن الحكومة البريطانية “تشارك في الواقع في أعمال عسكرية دون أن تخضع للتدقيق البرلماني، وأن هذه الأعمال تورط مؤسساتها ومسؤوليها في أخطر انتهاكات القانون الدولي”.