في اكتشاف يُحتمل أن يحمل صلة تاريخية مع المغرب، عثر اثنان من المتنزهين في جبال كركونوز شمال جمهورية التشيك على كنز مدفون يحتوي على 598 قطعة نقدية ذهبية ومجموعة من المجوهرات والقطع النادرة، تقدر قيمته بنحو 680 ألف دولار أميركي.
تم تسليم الكنز المكتشف إلى متحف بوهيميا الشرقية، حيث وصفه ميروسلاف نوفاك، رئيس قسم الآثار في المتحف، بأنه أحد أغنى الكنوز التي تم العثور عليها في البلاد في العقود الأخيرة.
يثير هذا الاكتشاف، الذي يعود تاريخه إلى القرن العشرين، تساؤلات حول هوية مالكه، خاصة في ضوء وجود عملات من مناطق متعددة تشمل أوروبا الغربية، روسيا، البلقان، الإمبراطورية العثمانية، تونس.
كما أنه من المحتمل أن تكون هناك صلات تجارية قديمة تربط هذا الكنز بالمغرب، وهو ما يعزز فرضية وجود روابط تجارية دولية مع شمال إفريقيا في العصور الحديثة.
وأكد الدكتور نوفاك أن العملات التي تم العثور عليها، بالإضافة إلى المجوهرات المتنوعة مثل الأساور والمشابك الذهبية، تشير إلى أن الكنز يعود لفترة ما بين الحربين العالميتين، وهو اكتشاف نادر من حيث توقيته الزمني.
وأوضح أن بعض العملات كانت من تونس وأخرى من مناطق أفريقية، مما يفتح المجال لتفسيرات حول تجارة قديمة أو تفاعلات ثقافية بين شرق أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
ورغم كثرة النظريات حول هوية مالك الكنز، بما في ذلك الافتراضات المتعلقة بجنود سابقين أو تجار، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية في سجلات الصحف وأرشيفات الشرطة.
ويبقى مصير هذا الكنز غامضًا، حيث أن القوانين التشيكية تضمن احتفاظ المتحف بمعظم الاكتشاف لأغراض البحث والعرض، مع منح المتنزهين الذين عثروا عليه جزءًا من قيمته.
ما يزال هذا اللغز التاريخي مفتوحًا، مشيرًا إلى جوانب مفقودة من التاريخ، وربما بعض الروابط العميقة التي قد تلمس المراحل الاقتصادية والثقافية للمغرب وأوروبا في العصور الحديثة.