انتشرت صورة رمزية توثق لحظة مكالمة هاتفية، يظهر فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرفع الهاتف، بينما يظهر في الخلفية رؤساء وزراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا، إلى جانب الرئيس الأوكراني، في مشهد يوحي بتقارب استراتيجي دولي، رغم التباينات السياسية القائمة.
وأجرى هؤلاء القادة مكالمة هاتفية وُصفت بـ”المثمرة” مع الرئيس الأميركي، البالغ من العمر 78 عامًا، يوم السبت، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عبر منصة “إكس”.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تُجرى في الواقع مثل هذه المحادثات مع الرئيس الأميركي؟ وما الإجراءات التقنية والأمنية التي تضمن سريتها وفعالية التنسيق؟
بحسب ما تقدمه وكالات الأنباء والتقارير المتخصصة في البروتوكولات الأمنية والاتصالات الرئاسية الأميركية، تخضع هذه المكالمات لإجراءات تنظيمية دقيقة تبدأ بتنسيق مسبق بين مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية.
++ تنظيم المكالمة: بروتوكول محكم وورقة توجيه
يُرتب الاتصال مسبقًا عبر مجلس الأمن القومي بالتنسيق مع وزارة الخارجية، فيما تتولى “وكالة اتصالات البيت الأبيض” (WHCA) الجانب الفني، سواء كان الرئيس في المكتب البيضاوي، أو غرفة العمليات، أو على متن طائرة “إير فورس وان”.
قبل المكالمة، يُسلَّم ترامب “ورقة مكالمات” تتضمن النقاط الأساسية للنقاش، والخلفيات السياسية والشخصية للمشاركين، والأهداف المرجوة من الحوار.
++ لا أرقام شخصية للرئيس
لا يحتفظ الرئيس الأميركي بأرقام الهواتف بشكل شخصي. جميع الأرقام محفوظة في أنظمة محمية يُشرف عليها موظفو وكالة اتصالات البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، ويُدار الوصول إلى الرئيس عبر قنوات رسمية مشفّرة، بهدف الحماية من أي اختراق أو تسريب.
++ هاتف مشفّر وأجهزة خاصة
يُجري ترامب مكالماته عادة باستخدام هاتف مشفّر داخل “المكتب الحازم” بالمكتب البيضاوي، كما توجد أجهزة مخصصة في مقر إقامة الرئيس الرسمي. ومع أن ترامب استخدم هاتفه المحمول الشخصي بكثرة في ولايته الأولى (2017–2021)، ما أثار قلق خبراء الأمن القومي حينها، إلا أن الممارسات تغيرت لاحقًا باتجاه تشديد الإجراءات.
وعند السفر، يستخدم الرئيس منشآت اتصالات متنقلة تُعرف باسم “مرافق المعلومات المؤقتة الآمنة المجزأة” (T-SCIF)، تضمن استمرار سرية الاتصالات حتى خارج البيت الأبيض.
++ تجنّب المكالمات المزيّفة
تشمل إجراءات الأمان كذلك التصدي لمحاولات “المكالمات المزيفة” أو “المزح”، مثل تلك الواقعة التي تعرّض لها ترامب في عام 2018، عندما تواصل معه ممثل كوميدي بعد أن انتحل صفة سناتور أميركي، وبدأ بالتواصل مع صهر الرئيس، جاريد كوشنر، قبل اكتشاف الأمر.
المصدر: مصادر إعلامية أجنبية