أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المنظمة غير الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة، الأربعاء أن ها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنها أجرت محادثات بهذا الشأن مع مسؤولين في إسرائيل التي تمنع منذ مارس دخول أي مساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر.
والجمعة الماضية أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي عن خطة أمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقال إن إسرائيل لن تشارك في توزيع المساعدات الغذائية بموجب الخطة الأمريكية، وسيقتصر دورها على توفير “الأمن العسكري اللازم”.
وقال للصحافيين في القدس “سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة”.
وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ تغيب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
ولا يعرف الكثير عن “مؤسسة غزة الإنسانية” المسجل مقرها الرئيسي منذ فبراير في جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت الأسبوع الماضي هذه المؤسسة من دون أن تكشف عما إذا كانت تساهم فيها بشكل مباشر.
وقالت المنظمة في بيان إن “مؤسسة غزة الإنسانية تعلن اليوم أنها ستبدأ عملياتها في قطاع غزة قبل نهاية الشهر الجاري”، مشيرة إلى أنها طلبت من الدولة العبرية ضمان أمن نقاط لتوزيع المساعدات في شمال القطاع.
ورأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه سيكون “من الصعب جدا” توزيع المساعدة في غزة من دونها.
وخلال إحاطة إعلامية من عمان، الجمعة الماضية، صرحت الناطقة باسم الوكالة جولييت توما “من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية”، مضيفة إن لديها في القطاع “أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية”. كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين.
وقالت “مؤسسة غزة الإنسانية” إنها أجرت “نقاشات مع مسؤولين إسرائيليين تهدف لإتاحة توصيل مساعدات انتقالية إلى غزة بموجب الآليات القائمة بينما يتم الانتهاء من بناء مواقع توزيع آمنة تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية”.
وبحسب البيان فقد وافقت إسرائيل على طلب المؤسسة “زيادة عدد نقاط التوزيع لخدمة كل سكان غزة، وإيجاد حلول لتوزيع المساعدات على المدني ين غير القادرين على الوصول إلى نقطة توزيع”.
وتخطط المؤسسة لتوزيع ما يقرب من 300 مليون وجبة خلال فترة أولية مدتها 90 يوما.
وشدد البيان على أن “مؤسسة غزة الإنسانية تصر على أن استجابة إنسانية فعالة يجب أن تشمل جميع السكان المدنيين في غزة”.
وأوضحت المؤسسة أن مديرها التنفيذي جيك وود طلب من إسرائيل تسهيل الوصول إلى شمال القطاع الفلسطيني.
وأورد وود طلبه هذا في رسالة إلى السلطات الإسرائيلية نشرت المؤسسة فحواها.
وأضاف في رسالته أن “عدم القدرة على الوصول بشكل كاف إلى المناطق الشمالية يهدد باستبعاد جزء كبير من السكان من المساعدات الحيوية وانتهاك التزامنا بإتاحة وصول عادل” إلى هذه المساعدات.
وشددت المؤسسة على أنه إذا اضطر الجيش الإسرائيلي لتهجير سكان أو نازحين داخل القطاع من أجل تنفيذ عمليات عسكرية فإن هذه التنقلات السكانية “ينبغي أن تكون موقتة وطوعية ولأسباب أمنية حصرا”.
ولقي الطرح الأميركي انتقاد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اعتبرت على لسان القيادي باسم نعيم أنه يصب في خانة “عسكرة المساعدات”.
وسابقا قال نعيم لفرانس برس إن “الخطة الأمريكية المقترحة ليست بعيدة عن التصور الاسرائيلي لعسكرة المساعدات”.
ورأى أن حصول الشعب الفلسطيني “على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال”.
وتتهم إسرائيل حركة حماس بنهب المساعدات، وهي تقترح تاليا توزيعها في مراكز يسيطر عليها جيشها، وهو اقتراح انتقدته بشدة الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية.
وحذرت منظمات غير حكومية، من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، من حدوث “مجاعة جماعية” في غزة في حال واصلت إسرائيل منع المساعدات الغذائية من دخول القطاع.
وفي بيانها قالت “مؤسسة غزة الإنسانية” إن الفترة الزمنية التي حددتها لنفسها للبدء بتوزيع المساعدات هي مهلة قصيرة، لكن خطوة الوضع الميداني تستدعي هذه العجلة.
وقالت “هذا جدول زمني ضيق، لكن الوضع على الأرض يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة”.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف