بدأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تنفيذ أحد أبرز الطقوس السنوية المرتبطة بموسم الحج، إذ تم رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار ثلاثة أمتار، وذلك ضمن الإجراءات المتبعة استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن.

وجرت عملية الرفع بدقة متناهية وفق بروتوكول معتمد، بمشاركة فنيين متخصصين من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، وشملت العملية فك الأجزاء السفلية من الكسوة، ورفعها بعناية وتثبيتها في مستوى محدد، يليها تثبيت قماش قطني أبيض بعرض يقارب المترين حول الجوانب الأربعة للكعبة، في خطوة رمزية تُعلن اقتراب موسم الحج.

وأوضح متحف الحرم المكي عبر منشور رسمي على منصة “إكس” أن هذا الإجراء يُعد من التقاليد المتوارثة منذ بدايات التاريخ الإسلامي، حيث كان اللون الأبيض يُستخدم للإشارة إلى قرب موسم الحج قبل ظهور وسائل الإعلام الحديثة. كما أُعيدت القناديل إلى مواقعها الأصلية بعد استكمال عملية الرفع، بما يُعزز من الطابع الجمالي والروحاني للمشهد.

ويُسهم رفع الكسوة في الحفاظ على سلامتها من التزاحم أو العبث خلال تدفق الحجاج والمعتمرين، ويُعد من أبرز المشاهد البصرية التي تواكبها مشاعر الشوق والتوق لدى المسلمين حول العالم، إذ تبعث برسالة واضحة مفادها أن مكة المكرمة باتت على أتم الجاهزية لاستقبال ملايين الحجاج.
