بعد أن ضل يردد الرواية الإسرائيلية حول الوضع الإنساني في غزة لأزيد من سنة ونصف، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن الولايات المتحدة تسعى إلى “معالجة” الوضع في غزة، معتبرا أن الناس “يتضورون جوعا” في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال ترامب لصحافيين في أبوظبي، محطته الأخيرة من جولته الخليجية، “نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعا”.
وتنفي إسرائيل وجود أي خصاص في المواد الغذائية في غزة، وتتهم “حماس” باستغلال المساعدات الإنسانية.
والخميس قال ترامب إنه يريد من الولايات المتحدة أن “تأخذ” غزة وتحو لها إلى “منطقة حرية”.
وأوضح ترامب من قطر “لدي تصورات جيدة جدا لغزة، وهي: جعلها منطقة حرية” مضيفا “سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة، وأخذتها، وجعلتها منطقة حرية”.
والأربعاء أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المنظمة غير الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة، أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنها أجرت محادثات بهذا الشأن مع مسؤولين في إسرائيل التي تمنع منذ مارس دخول أي مساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر.
والجمعة الماضية أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي عن خطة أمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقال إن إسرائيل لن تشارك في توزيع المساعدات الغذائية بموجب الخطة الأمريكية، وسيقتصر دورها على توفير “الأمن العسكري اللازم”.
وقال للصحافيين في القدس “سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة”.
وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ تغيب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
ولا يعرف الكثير عن “مؤسسة غزة الإنسانية” المسجل مقرها الرئيسي منذ فبراير في جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت الأسبوع الماضي هذه المؤسسة من دون أن تكشف عما إذا كانت تساهم فيها بشكل مباشر.
ورأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه سيكون “من الصعب جدا” توزيع المساعدة في غزة من دونها.
وخلال إحاطة إعلامية من عمان، الجمعة الماضية، صرحت الناطقة باسم الوكالة جولييت توما “من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية”، مضيفة إن لديها في القطاع “أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية”. كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين.
ولقي الطرح الأميركي انتقاد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اعتبرت على لسان القيادي باسم نعيم أنه يصب في خانة “عسكرة المساعدات”.
وسابقا قال نعيم لفرانس برس إن “الخطة الأمريكية المقترحة ليست بعيدة عن التصور الاسرائيلي لعسكرة المساعدات”.
ورأى أن حصول الشعب الفلسطيني “على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال”.
وحذرت منظمات غير حكومية، من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، من حدوث “مجاعة جماعية” في غزة في حال واصلت إسرائيل منع المساعدات الغذائية من دخول القطاع.
وفي بيانها قالت “مؤسسة غزة الإنسانية” إن الفترة الزمنية التي حددتها لنفسها للبدء بتوزيع المساعدات هي مهلة قصيرة، لكن خطوة الوضع الميداني تستدعي هذه العجلة.
وقالت “هذا جدول زمني ضيق، لكن الوضع على الأرض يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة”.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف