فجعت الطبيبة آلاء النجار بوصول جثث 9 من أطفالها إلى مجمع ناصر الطبي، بعد أن قضوا حرقًا إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن الغارة الجوية أدت إلى مقتل 14 فردًا من العائلة، بينهم 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عامًا، فيما نجا الطفل العاشر “آدم” لكنه أصيب بجروح متفاوتة.
وأوضح الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة، أن الطبيبة آلاء كانت قد غادرت المنزل صباحًا مع زوجها، الدكتور حمدي النجار، إلى عملهما، قبل أن يُستهدف المنزل بعد دقائق من عودة الزوج الذي أصيب بجروح خطيرة ونقل إلى قسم العناية المركزة.

وأفاد الدفاع المدني أن القصف تسبب في تدمير المنزل بالكامل واندلاع حريق هائل أدى إلى تفحم جثث الأطفال، الذين لم يتمكنوا من النجاة، وهو ما جعل الطبيبة تنهار فور تعرفها على جثث أطفالها في المستشفى.
وأكد البرش أن هذه الجريمة تعكس المأساة الإنسانية التي تعيشها الطواقم الطبية في غزة، إذ لم يعد استهدافهم يقتصر على أماكن عملهم فقط، بل امتد ليشمل منازلهم وعائلاتهم.
وتأتي هذه الغارة ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مدينة خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أسفرت عن مئات الشهداء، أغلبهم من النساء والأطفال، وسط اتهامات دولية متزايدة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وتنفذ دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه العمليات في ظل دعم أمريكي وأوروبي مستمر، فيما تؤكد مؤسسات حقوقية وإنسانية أن ما يحدث في غزة منذ أكتوبر 2023 يرقى إلى إبادة جماعية، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى 175 ألفًا، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.