ثقة تيفي
في خطوة تؤكد طموحات المغرب في مجال التنقل المستدام، كشفت المملكة عن مشروع طموح يضعها في صدارة الدول الإفريقية الساعية إلى إنتاج سيارة كهربائية بالكامل، مصممة ومهندسة لتلائم احتياجات القارة السمراء.
ويأتي هذا التحول التاريخي عبر شراكة استراتيجية بين المغرب وشركة مجموعة أطلس للتنقل الإلكتروني، وهي شركة بريطانية ناشئة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، تهدف إلى إطلاق أول نموذج إنتاجي من هذه السيارة بحلول عام 2026.
تمثل هذه الخطوة المغربية علامة فارقة في مسار التحول نحو الطاقة النظيفة والتنقل المستدام داخل القارة، لا سيما في ظل التحديات الهيكلية التي تواجهها إفريقيا، مثل ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية مقارنة بمثيلاتها التقليدية، وضعف البنية التحتية الكهربائية في العديد من الدول.
وقد استثمر المغرب، الذي أصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات، منذ سنوات في تطوير بنيته الصناعية والكهربائية، ويبدو اليوم مستعدًا لقيادة موجة جديدة من الابتكار الصناعي الصديق للبيئة، مستفيدًا من موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، وكفاءته الصناعية المتنامية، والتزامه القوي بالانتقال الطاقي.
وفي المقابل، تسعى جنوب إفريقيا، التي تُعد حاليًا أكبر مركز لتصنيع السيارات التقليدية في القارة، إلى تسريع وتيرة تحولها نحو المركبات الكهربائية، من خلال خطط حكومية جديدة لدمج هذه المركبات في الاقتصاد المحلي، رغم ما تعانيه من أزمات متكررة في شبكة الكهرباء.
ويعكس الرهان المغربي قناعة متزايدة بأن مستقبل التنقل في إفريقيا يجب أن يُصنع داخل القارة، بما يمهد لانطلاقة فعلية لعصر جديد من الاستقلالية الصناعية، والمساهمة الفعلية في تحقيق أهداف المناخ العالمية.