نجاة الربيعي
كشف مجلس المنافسة أن قرابة 40 إلى 60 في المائة من الكتب المدرسية يتم طباعتها باستمرار في إسبانيا وإيطاليا ومصر، وذلك بسبب النموذج الاقتصادي الذي يقوم عليه سوق الكتاب المدرسي في المغرب، والذي لم يسمح بتطوير صناعة حقيقية لنشاط سوق الكتاب في المغرب
وأوضح المجلس، ضمن رأي أصدره حول “سير المنافسة في سوق الكتاب المدرسي”، أن سوق الكتاب المدرسي يعرف إنتاجا ضخما من الكتب المدرسية يتراوح ما بين 25 و 30 مليون نسخة من الكراسات مبرمجة ومصممة لاستخدامها لمرة واحدة فقط، وهو ما يعادل استهلاكا يصل إلى 3 أو 4 كتب في المتوسط لكل تلميذ وفي كل سنة، متسببا في إهدار هائل للموارد والمواد والطاقة للمغرب.
وأضاف المجلس أن سوق الكتاب المدرسي لا زالت تتسم بتركيز شديد، إذ أن دور النشر تمكنت من اكتساب قوة سوقية أرخت وتستمر في الإرخاء بظلالها على النهوض بالسوق المذكورة. وينضاف إلى هذا التركيز الاقتصادي تركيز جغرافي على اعتبار أن المقرات الاجتماعية لجل شركات النشر، المؤسسة على شكل شركات مساهمة أو شركات ذات مسؤولية محدودة، تقع أساسا بمدينة الدار البيضاء، وبشكل ثانوي بمدينة الرباط”
وأشار إلى تحكم مجموعات الناشرين الأربع الأولى “في أزيد من 53 في المائة من سوق الكتاب المدرسي، وإذا أضيفت المجموعة الخامسة ترتفع إلى 63 في المائة، مسجلا أن سوق نشر الكتب المدرسية تعرضت للإغلاق في مرحلتها القبلية نتيجة تعطل آلية طلبات العروض منذ سنة 2008، وهو “أتاح لدور النشر ذاتها الاستفادة من وضعية ريع حقيقية لأزيد من عشرين سنة، مما أدى إلى تحييد الآثار النفعية للمنافسة النزيهة والشريفة”.
ومن جهة أخرى، قال المجلس “بالرغم من إلزامية المراقبة القبلية لهذه المقررات، لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض العناوين تتضمن محتويات مخالفة لمنظومة القيم الجاري بها العمل في المدرسة المغربية، اضطرت على إثره الوزارة إلى اتخاذ تدابير لتقويم الوضع”.