أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مسودة تقرير يعتزم تقديمه إلى طاولة النقاش في مجلس الأمن خلال الأيام القادمة، أن جبهة بوليساريو عرقلت عمل بعثة “مينورسو” بتاريخ 22 مارس من العام الجاري، مسجلا أنه “بتاريخ 22 مارس من العام الجاري قام 20 عنصرا مسلحا من جبهة البوليساريو بإيقاف قافلة للبعثة بالقرب من منطقة أمهيريز؛ وهو ما حال دون الولوج إلى مقر فريقها الواقع شرق الجدار الرملي الذي أقامته القوات المسلحة الملكية المغربية.
ودعا المسؤول الأممي كل الأطراف المعنية إلى “التعامل مع العملية السياسية بعقل منفتح والتوقف عن وضع الشروط المسبقة لإطلاق عملية المفاوضات”، مطالبا في الوقت ذاته جبهة بوليساريو بـ “إزالة القيود التي تفرضها على حرية حركة بعثة “مينورسو”، واستئناف الاتصالات المنتظمة مع قيادة البعثة، المدنية منها والعسكرية”.
في المقابل، أشاد غوتيريش بـ ”التزام المغرب المتواصل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991″، موردا في تقريره شبه النهائي أن “الأمم المتحدة تتابع التزام المغرب بوقف إطلاق النار وجميع الأحكام العسكرية، وكذلك مواصلة التعاون الوثيق على جميع المستويات مع بعثة “مينورسو'”
وتطرق المصدر ذاته إلى المحادثات التي أجراها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بالرباط، حيث أكد بوريطة على “الأهمية التي يكتسيها مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية”.
وسجل التقرير أن “تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر يلقي بظلاله على ملف الصحراء”، مشيرا إلى تصريح للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في حوار له مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الذي أورد فيه أن “بلاده قطعت العلاقة مع المغرب لتجنب خيار الحرب”.
كما أشار المصدر نفسه، إلى الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتوليه العرش، والذي لفت من خلاله إلى سلسلة القرارات الدولية بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وفتح عدد من الدول لقنصليات لها في كل من مدينتي الداخلة والعيون المغربيتين، مسجلا إعراب العاهل المغربي عن أمله في عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها.
وتابع التقرير أن دي ميستورا أبلغ كل الأطراف المعنية بالتزامه بالقرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2654 الذي يشدد على أهمية توسيع جميع الأطراف لمواقفها من أجل المضي قدما في التوصل إلى حل سياسي للنزاع على النحو الذي دعا إليه القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي.
وأعرب غوتيريش عن قلقه إزاء استمرار تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين في تندوف الجزائرية، موصيا بـ”التمديد لولاية بعثة ‘مينورسو’ لسنة إضافية حتى الـ31 أكتوبر 2024″، مشيدا في الوقت ذاته بجهود مبعوثه الشخصي ورئيس بعثة مينورسو في إحلال السلام في المنطقة والدفع نحو إيجاد حل سياسي للنزاع على أساس الشرعية الدولية.