سلط المشاركون في الاجتماع العالمي الـ16 لمنتدى الأسواق الناشئة، الثلاثاء الماضي بمراكش، الضوء على العديد من المواضيع المستجدة المتعلقة بالتغيرات المناخية والفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتشتت العالمي.
ويشكل هذا الاجتماع، الذي يعقد بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه العالم اليوم وخاصة بلدان الجنوب، لا سيما المتعلقة بالحكامة والفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتضخم والتباطؤ الاقتصادي والتغيرات المناخية، مع التركيز على إصلاح النظام النقدي الدولي.
ويعد هذا الاجتماع، الذي ينعقد على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويجمع بين مجموعة من الخبراء ومحافظي البنوك المركزية والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني، بمثابة منصة ملائمة لخوض النقاش الاجتماعي والاقتصادي والجيوسياسي في التحديات والفرص والإجابات على العديد من الإشكاليات التي تشوب الاقتصاد العالمي.
وأبرز المدير المؤسس لمنتدى الأسواق الناشئة، هاريندر كوهلي، أن هذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة، منذ تأسيسه، في القارة الإفريقية، يحضره قادة الحكومات والقطاع الخاص للمشاركة في مناقشات مفتوحة وحيوية حول معالجة التحديات المتعددة التي تواجه اقتصادات الأسواق الصاعدة.
وأضاف أن المنتدى ملتزم بإيجاد الحلول الكفيلة بتجاوز الفجوة بين البلدان، من خلال تبادل المعارف والنقاش السياسي وإشراك القطاع الخاص لتيسير تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تحقيق التنمية المستدامة.
وشدد هاريندر كوهلي، على ضرورة تعزيز النمو الدامج والتركيز على الرفاه المشترك وتعزيز القدرة على الصمود، من أجل معالجة مشكلة الفوارق في الدخل والثروة.
من جهته، سلط الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، الضوء على أهمية الرقمنة والحكامة الجيدة والالتقائية بين مختلف الأطراف المتدخلة، الحكومية والخاصة، لمواجهة التحديات العالمية، مشيرا إلى أن منتدى الأسواق الناشئة يتيح النقاش الموضوعي والصريح بهدف إيجاد حل للإشكاليات ذات الأولوية.
وقال إن هذا المنتدى يعد منصة تجمع الخبراء والممارسين وصانعي السياسات لمناقشة والتفكير في الأساليب اللازمة لإيجاد الحلول الفعالة الكفيلة بمواجهة التحديات المختلفة، مؤكدا على أهمية “منظومة مؤسسات الدولة” التي أثبتت حيويتها ودورها المركزي في سياق استمرار الأزمات التي يعيشها العالم، مثل جائحة كوفيد-19.
واعتبر متدخلون آخرون أن معالجة الفوارق بجميع أشكالها أصبحت من التحديات الكبرى التي تواجه العديد من البلدان حول العالم، ولا سيما في إفريقيا.
يشار إلى أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد يعمل في مجال العلوم الإجتماعبة و المجتمع المدني ويقدم التحليلات في المجالات التي تخص منطقة المغرب العربي بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة، كما يساهم في الحوار بين الأجيال وإبراز قادة الغد.
و م ع