تصاعدت حدة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في مختلف أنحاء الضفة الغربية على الفلسطينيين، لكنها أخذت منحنى أكثر دموية منذ بدء طوفان الأقصى.
ووثق مركز أبحاث الأراضي منذ بداية العام الحالي حتى اليوم، استشهاد 20 فلسطينياً على يد مستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس، وأكثر من 1600 اعتداء، كان لمنطقة جنوب نابلس حصة الأسد فيها، خاصة بلدات قصرة وحوارة وبورين، إضافة لمناطق في سلفيت والخليل والقدس والأغوار، في حين شهد العام الماضي، نحو 1148 اعتداء.
وتراوحت اعتداءات المستوطنين بين إطلاق الرصاص، ومصادرة الأراضي الزراعية لإقامة المستوطنات وتوسيعها أو إنشاء بؤر استيطانية، واقتلاع الأشجار، وحرق المحاصيل الزراعية أو سرقتها، وتسميم مياه الشرب والآبار الجوفية والسطحية، وقتل وسرقة المواشي، ومنع البدو من الوصول إلى مراعيهم، والاعتداء على المركبات المارة على الطرق الرئيسية.
وكان لافتا تصعيد المستوطنين، وتحريضهم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مجموعات خاصة بهم، على قتل الناشطين، وتهديد القرى بشن هجمات دموية عليها، والتحريض لتدمير المحال التجارية لمجرد نشر أصحابها إعلانات تجارية لم ترق للمستوطنين، إضافة إلى توزيعهم منشورات تدعو الفلسطينيين للهجرة إلى الأردن.
و اقتلع مستوطنون إسرائيليون يوم الجمعة، أكثر من 200 شتلة زيتون ولوزيات، وعنب، وقطعوا أنابيب الري، كما سرقوا كوابل كهرباء، وحطموا خزان مياه بمنطقة العين البيضا بمسافر يطا، وقطعوا خط مياه مغذي للتجمع، في سدة الثعلة، حسب وسائل إعلام محلية فلسطينية.
وخلال النصف الأول من العام الجاري ، تسببت القوات الإسرائيلية باقتلاع وتضرر وتسميم أكثر من 8 آلاف شجرة زيتون خلال 140 اعتداء. وتفقد أكثر من 50 في المئة من الأشجار انتاجياتها بسبب إزالتها.
ومنذ عام 1967 ، قضى الاحتلال الاسرائيلي على 800 ألف شجرة زيتون ، ويتم خسارة ألف و500 طن من الزيت المنتجة في الأراضي الفلسطينية ، أي ما يقارب 10 ملايين و 500 ألف دولار سنويا ، بسبب تعرضها للسرقة والحرق، من طرف المستوطنين.
ويواجه المزارعون الفلسطينيون قيودا على أراضيهم الزراعية، بسبب تواجد 90 تجمعا سكنيا للفلسطينيين بمحاذاة 56 مستعمرة إسرائيلية.
ويكثف المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على أشجار الزيتون بشكل متكرر خاصة مع اقتراب موسم قطف الزيتون ، حيث يقطعون الأشجار و يسرقون الثمار، ويهددون المزارعين الفلسطينيين ويطردونهم من أراضيهم ، وتتم هذه الاعتداءات تحت حماية الجنود الإسرائيليين للمستوطنين.
ويتعرض المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم للاعتداءات المتكررة على أشجار الزيتون في جنوب الخليل، وقد كثف المستوطنون الإسرائيليون من هذه الاعتداءات، بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بهدف تهجيرهم من أراضيهم .
واعتداءات أخرى تجري بحماية قوات الاحتلال، بينها سرقة أغنام، وسرقة معدات خاصة لقطف ثمار الزيتون، وغالبية تلك الاعتداءات تقع تحت تهديد السلاح.
وهناك غرفة عمليات في مستوطنة يتسهار، المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، تشرف على الهجمات التي تقع في تلك المناطق، وهؤلاء يملكون أسلحة وأجهزة اتصال ومراقبة. ولم تعد الهجمات ضد الريف الفلسطيني عشوائية، بل مدروسة ومنسقة.