ثقة تيفي
انطلقت الجمعة، الدورة الـ24 من مهرجان مراكش السينمائي الدّولي تحت رعاية الأمير مولاي رشيد، وبحضور مسؤولين حكوميين، وعدد من السينمائيين في هيئات ومؤسسات خاصّة.
وأكد الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن المهرجان يعد بمثابة “دعوة للتعرف على الآخر” و “مناسبة لإذكاء روح التعاطف وتقاسم الخبرات والمعارف”، فضلا عن كونه حدثا يحتفي بالسينما باعتبارها “معقلا شامخا للسلام، يسعى لتحقيق التقارب بين الثقافات واكتشاف الآخر”.
وأبرز الأمير مولاي رشيد، في كلمة أوردها الموقع الإلكتروني للمؤسسة، أن “المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعود من جديد في دورته العشرين، وجدير بنا في هذه اللحظة أن نتذكر ضحايا الكارثة المأساوية الطبيعية التي ضربت المنطقة قبل أزيد من شهرين”.
وأضاف الأمير أنه في عالم اليوم، الذي تتوالى فيه الكوارث والتوترات المروعة، “تقف السينما معقلا شامخا للسلام، يسعى لتحقيق التقارب بين الثقافات واكتشاف الآخر”، مبرزا أن “مهرجان مراكش يعمل إذن على تخليد هذا التقليد، حيث يصبح كل عرض وكل لقاء بمثابة دعوة للتعرف على الآخر والانفتاح عليه، ومناسبة لإذكاء روح التعاطف وتقاسم الخبرات والمعارف”.
وأشار الأمير مولاي رشيد إلى أن اختيار مراكش لأجل ذلك لم يكن بمحض الصدفة، فقد “كانت المدينة الحمراء الرائعة على مر التاريخ ملتقى للثقافات، وموقع التلاقي والحوار”.
وبخصوص برنامج الدورة العشرين للمهرجان، أبرز الأمير أن دورة هذه السنة “تتميز بوجود عدد من المهنيين المرموقين الذين يواصلون بموهبتهم وإبداعاتهم كتابة تاريخ السينما”.
وتابع مولاي رشيد “سنكرم هذه السنة شخصيتين استثنائيتين هما الممثل الدانماركي الكبير مادس ميكلسن، صاحب الموهبة الأسطورية، والمخرج المغربي المتألق فوزي بنسعيدي، الذي تحقق أعماله السينمائية حضورا متميزا في أكبر المهرجانات”.
وذكر الأمير مولاي رشيد بأن “لجنة التحكيم المرموقة، التي تتشكل من أسماء لها شهرة عالمية، ستترأسها المنتجة والمخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار جيسيكا شاستين، التي تحظى بسمعة كبيرة على الصعيد الدولي. كما ستحضر هذه الدورة شخصيات كبرى من عالم الفن السابع من أجل سلسلة المحادثات “حوار مع…” التي اعتاد عليها جمهور المهرجان”.
منذ انطلاقه للمرّة الأولى في عام 2001، استمر المهرجان بنجاح مطرد حتى توقف سنة 2017، وزاد حضوره بعد عودته عام 2019، ثم تغيب لعامين متواليين قبل أن يعاود الإطلال بإدارته الجديدة في عام 2022.
وفي إطلالة العام الحالي في دورته الـ20 ، هناك تنوع كبير في الأفلام 14 المبرمجة في المسابقة الرسمية، وسبعة أفلام في قسم ” العروض الاحتفائية”، و17 فيلماً في قسم «عروض خاصّة» و13 فيلماً في قسم «القارة 11» المخصص «للقاء بين السينما المعاصرة والكلاسيكية». ثم 6 أفلام في قسم «بانوراما مغربية» مخصصة لمشاهدة نتاجات هذه السينما مجتمعة، هذا إلى جانب ما يعرض من أفلام مغربية في الأقسام الأخرى.
و تطرح أفلام المسابقة المهرجان عدة قضايا أساسية تنهل منها السينما حكاياتها، مثل قضية الجذور في «وداعاً يا طبريا»، والقضايا المعاشة في قرى نائية «بانل وأداما»، والتنازع بين التقاليد والحداثة في أفلام عدّة مثل «المهجع» للتركي نهير تونا.
وتحظى السينما المغربية بحيز هام في الدورة العشرين للمهرجان، التي ستنظم ما بين 24 نونبر و02 دجنبر المقبل، حيث سيتم تمثيلها في مجموع فقرات المهرجان ببرمجة 15 فيلما، كما يخوض مخرجان مغربيان المنافسة، وهما أسماء المدير وكمال لزرق.
و في الفيلم المغربي «عصابات» لكمال الأزرق، حكاية ذات طبيعة قاسية ومواقفها الكوميدية السوداء، عن عملية قتل تقود صاحبيها إلى سلسلة من المشاكل. كما في المسابقة أيضاً فيلم «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، وهو فيلم تسجيلي عن موضوع العلاقة بين الأجيال ضمن الأسرة الواحدة.
ويحضر المهرجان مجموعة من الشخصيات السينمائية، في مقدّمتها المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، و الممثل الأميركي ويليم دافو، والممثل الدنماركي ماس ميكلسن ومواطنه فيغو مورتنسن، والممثلة الأسكوتلندية تيلدا سويتن، والمخرج الروسي أندريه زفياغنتسيف، والمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي، كما المخرج الهندي أنوراغ كاشياب.