شهد العالم خلال العام الجاري موجة من الأحداث المناخية القاسية طالت مناطق كثيرة، بدءاً بفيضانات مدمّرة في الهند واليابان وليبيا، ثم بحرائق الغابات في أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة في شرق أفريقيا ونيوزيلندا والبرازيل.
وفي المغرب أودى الزلزال، الذي بلغت قوته سبع درجات وضرب منطقة جبال الأطلس الكبير، بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف، وأكثر من 5500 مصاب، وفقا لأحدث الأرقام الرسمية.
كما تسبب الزلزال، الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960، في انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل في القرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة.
و كان فبراير الماضي، شهد زلزالاً ضرب تركيا وسوريا وخلف أكثر من 50 ألف ضحية ودماراً واسعاً وأكثر من 25 مليون متضرر.
أما في ليبيا، فأدت العاصفة «دانيال»، إلى فيضانات ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها، وخلفت حسب تقديرات مختلفة وفاة نحو 3800 شخص إضافة إلى آلاف المفقودين، وتضرر وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، نحو 884 ألف شخص بشكل مباشر من الكارثة.
و في السابع من غشت، شهِدت العاصمة الصينية، هطول أمطار قاربت 745 ملم، نتج عنها فيضانات تسببت في مقتل 33 شخصاً و18 مفقوداً، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل. وفي الأسبوع التالي، وصلت الحرارة في مقاطعة شينجيانغ إلى 52.2 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في الصين.
كما شهِدت القارة الآسيوية مجموعة من الأحوال المناخية، أبرزها موجة البرد التي أصابت أفغانستان في 10 يناير، وأودت بحياة أكثر من 160 شخصاً، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار في مايو وتسبب في وفاة نحو 500 شخص.
وأسفر إعصار «بيبارجوي» عن مقتل أكثر من 12 شخصاً في الهند خلال شهر يونيو، و عانت البلاد أيضا من موجة حرّ شديدة أدّت إلى وفاة ما يقرب من 170 شخصاً.
وفي غشت شهِدت البرازيل ارتفاعاً قياسياً في الحرارة بلغ 41.8 درجة مئوية في منتصف الشتاء، و شهِدت ولاية ريو غراندي في السادس من شتنبر أسوأ كوارثها المناخية، حيث تسبب إعصار في أمطار ورياح غزيرة أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل.
وكان ما لا يقل عن 40 شخصاً فقدوا حياتهم نتيجة فيضانات وانهيارات أرضية في ولاية ساو باولو خلال فبراير الماضي. كما أدّت حرائق الغابات في جنوب وسط تشيلي إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة نحو ألفي شخص، وإحراق أكثر من 800 ألف فدان من الأراضي.
وخلال الفترة بين 4 فبراير و15 مارس اجتاح الإعصار “فريدي” جنوب المحيط الهندي، وأحدث فيضانات وأضراراً مادية وبشرية كبيرة في شرق أفريقيا، وتسبب في وفاة ما لا يقل عن 1434 شخصاً، معظمهم في مالاوي وبنسبة أقل في موزمبيق ومدغشقر وزيمبابوي وموريشيوس.
وفي فبراير أيضاً، تسبب الإعصار المداري «غابرييل» في تدمير أجزاء من جزيرة نورث آيلاند في نيوزيلاندا، وصنف الإعصار الأعلى كلفة في نصف الكرة الجنوبي.
كما شهِدت عدة بلدان في الشرق الأوسط وفي أمريكا وكندا وفي القارة الأوروبية، خلال صيف 2023 موجات حرّ شديدة وصلت إلى مستويات قياسية في بعض الدول، كما تسببت في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق. و سجّلت المحيطات والقطب الجنوبي في يوم 4 غشت درجة حرارة سطحية قاربت 21 درجة مئوية، وهو رقم قياسي عالمي يتم رصده لأول مرة.