ندّدت السعودية وقطر والكويت والإمارات، “بأشد العبارات” بتصريحات وزيري الأمن القومي والمال الإسرائيليين بشأن تهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات فيه.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير دعا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى “تشجيع” السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “تنديد المملكة ورفضها القاطع للتصريحات المتطرفة لوزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اللذين دعيا لتهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات”.
وأكدت خارجية السعودية في بيان يوم الخميس 04 يناير 2024، “أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تصريحاتها وأفعالها، في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني”.
وفي الدوحة، دانت قطر، الوسيط البارز في عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، “بأشد العبارات” تصريحات الوزيرين الإسرائيليّين.
واعتبرت هذه التصريحات “امتدادا لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية، ومساعيه المسمومة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لا سيما حل الدولتين”.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، عن “رفضها القاطع للتصريحات (…) الداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة”، مؤكدة أنها تصريحات “تخالف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وكذلك إرادة المجتمع الدولي”.
بدورها، دانت الإمارات العربية المتحدة التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020 “بأشد العبارات التصريحات المتطرفة” للوزيرَين الإسرائيليين.
وطالبت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان “بوقف إنساني عاجل لإطلاق النار لإنهاء إراقة الدماء، وتسهيل إيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري وآمن ومستدام وبدون عوائق، ولا سيما إلى الفئات الأكثر ضعفا”.
وأثارت تصريحات الوزيرين كذلك تنديد منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال “أدين بشدة التصريحات التحريضية وغير المسؤولة للوزيرين الإسرائيليين… التي تسيء إلى الفلسطينيين في غزة وتدعو إلى هجرتهم”.
كما أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، عن “القلق الشديد” إزاء تصريحات وزيرين إسرائيليين دعيا فيها إلى ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، في استمرار لردود الفعل الرافضة لهذه الفكرة التي يستمر إسرائيليون يمينيون في طرحها.
وكتب تورك، عبر منصة إكس (تويتر سابقا): “أشعر بقلق شديد بشأن تصريحات مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى حول خطط نقل مدنيين من قطاع غزة إلى دول ثالثة”.
كما رفضت واشنطن، تصريحات الوزيرين الإسرائيليين، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إن “الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين، بتسلئيل سموتريتش، وإيتامار بن غفير، التي تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة”.
وأضاف أن “الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أبلغتنا مرارا أن هذه التصريحات لا تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية”.