ثقة تيفي
من السهل جدا اكتشاف لاعب نيجيريا فيكتور أوسيمين (25 عامًا) في الملعب، بفضل صفاته التهديفية، وصبغة شعره الشقراء، ولكن أيضا بالقناع الأسود الواقي على وجهه.
لمدة عامين، ارتدى مهاجم نادي نابولي الإيطالي والمنتخب النيجيري قناعا واقيا في كل مباراة، كما حدث في مبارتي “النسور” ضد غينيا الاستوائية وساحل العاج، ضمن المجموعة الأولى في بطولة كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار.
لم ينفصل فيكتور أوسيمين عن قناعه منذ الإصابة القوية في الوجه، التي تعرض لها خلال لقاء في الدوري الإيطالي بين نابولي وإنتر ميلان في 21 نونبر 2021.
وجاءت الإصابة عندما اصطدم وجه ابن القارة السمراء بالجانب الخلفي من رأس السلوفاكي ميلان سكرينيار، مدافع إنتر ميلان، حيث أصيب بكسور متعددة في مقبس عينه، وكسر في عظم الوجنة اليسرى.
وكان اللاعب الإفريقي مُجبرا على إجراء عملية جراحة دقيقة، في الوجه لإعادة العين إلى محجرها، وعلاج عشرين كسرا، بوضع 18 مسمارا من التيتانيوم في فكه.
بل إن المهاجم النيجيري كان مُعرضا لفقدان بصره، وغاب عن الملاعب لمدة شهرين، قبل أن يعود إلى الملاعب مطلع عام 2022، بقناعه الواقي لتجنب صدمة أخرى وتفاقم إصابته، ومنذ ذلك الحين لم يتركه أبدا في كل مباراة يخوضها.
وتحدث جرّاحه عن مزايا القناع الذي يرتديه اللاعب بالقول: “القناع الذي يعتقد الجميع أنه بسيط، جرى تفصيله على نقاط معينة: يلتئم حيث يوجد كسور. علينا أن ندرس قناعا مناسبا لشكله، فهو ليس بالأمر الهين، بل على العكس، هناك عَصَب، كل شيء معقد للغاية”.
ورغم أنه بات بإمكانه نزع القناع بعد أكثر من عام على ارتدائه، وقال طبيب ناديه إنه شُفي تمامًا، فهو ما زال يرتديه لأنه يمنحه شعورًا بالأمان، بل إنه يرتقي لتسجيل الأهداف برأسه دون خوف أو تردد.
وبهذا القناع الأسود الذي أصبح رمزا له، قاد أوسيمين فريقه نابولي للتتويج بلقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 33 عاما، وسجل 26 هدفا خلال 32 مباراة، وفاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا لأول مرة في تاريخه.
وامتدت نجاحات أوسيمين إلى المنتخب النيجيري في 2023 ، بعد تصدره قائمة هدافي التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا برصيد 10 أهداف.
و في الكوت ديفوار، يقود طموح منتخب “النسور” في البطولة القارية التي تستضيفها ساحل العاج ضمن المجموعة الأولى، إلى اللقب الرابع في تاريخهم.