كشفت الفنانة المغربية سميرة القادري عن ملامح عمل موسيقي غنائي تعكف عليه حاليا، يدخل في إطار دعم القضية الفلسطينية والانتصار للشعب الذي يعاني من عدوان وحشي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت القادري، في حديث لـ”القدس العربي”، أن العمل الفني هو بتنسيق مع مؤسسة محمود درويش، التي منحتها نصا شعريا اشتغلت عليه برفقة أحد المؤلفين الموسيقيين، وجرى تسجيله في بودابست على نفقتها الخاصة.
وفي هذا الجانب، توقفت صاحبة الصوت الأوبرالي المميز عند غياب الإمكانيات المادية لإنتاج أعمال فنية تدعم القضية الفلسطينية، وأعطت مثالا بالعمل الموسيقي الغنائي الذي قامت بتسجيله مؤكدة أنها غير قادرة على إخراجه وتصويره أيضا على شكل فيديو كليب.
وقالت القادري، إن هذا العمل، هدية لنساء غزة ولا بديل عن تصويره على شكل فيديو كليب حتى يبلغ الرسالة، ويعطي صورة أدق وأشمل عن معاناتهن في خضم العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
حديث الانفاق من مالها الخاص على عمل فني لفائدة القضية الفلسطينية، قالته بكل حب وحماس وصدق، لكنها توقفت قبل ذلك عند الصيغ الممكنة لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيرة إلى أن عملا يخلد فلسطين هو الممكن جدا، لأن “الفنان هو سلاح يمكن أن يوصل رسالة قوية وواضحة وخالدة في اذهان الجمهور، ويصبح ذلك العمل ورقة ضغط لكن بشروط معينة مثل توفر الإمكانات المادية لذلك”.
واقترحت في باب دعم القضية الفلسطينية إنجاز أعمال فنية كبرى، مثل ملاحم عربية ضخمة، لكنها استطردت قائلة إن العائق المادي سيكون حاضرا دوما، لذلك تمنت لو أن دول الخليج العربي مثلا دعمت مثل هذه المشاريع الفنية بحكم مواردها المالية المتوفرة.
وشددت الفنانة المغربية على أن مثل هذه الأعمال الفنية هي الكفيلة بالرد على الأكاذيب التي يروجها الإعلام الموالي لإسرائيل، وذكرت نموذج الاعلام الفرنسي، قائلة إنها تتابعه بـ«مرارة»، لذلك وجب علينا نحن أصحاب القضية أن نواجه ذلك بالكشف عن الحقائق والاشتغال بجد على إيصال الرسائل الواضحة للعالم بعدالة القضية الفلسطينية.
أفكار ومواقف الفنانة سميرة القادري ترجمتها تدوينات نشرتها على حساباتها الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتردد لحظة في إعلان دعمها للقضية الفلسطينية، رغم تأكيدها أنها “تعرضت لضغوط من مواقع التواصل الاجتماعي، فكلما نشرت تدوينة كانت تصلني رسالة من يوتيوب أو إنستغرام”.
وبحزم قالت “لا يهمني مطلقا، كل ما يهم أن تصل صرختي”، مردفة أنها “لم تصل” لذلك فـ “اللهم إن هذا منكر، اللهم قوِّهم”. وزادت السوبرانو سميرة موضحة، أنها تحاول الاستمرار وأن “أبقى داعمة للقضية الفلسطينية، وعبرت عن حبي لفلسطين وأهلها”، مشيرة إلى أن “ارتباطنا نحن كمغاربة بفلسطين متأصل”، فقد “تربينا على الانتصار لهذه القضية العادلة، وهي قضيتنا التي تجمعنا معها أواصر التاريخ والمحبة الخالصة”.
واسترجعت الفنانة القادري زيارتها لفلسطين، حين تجولت بعروض فنية في كل من الخليل ورام الله، وقالت “لي علاقة جد وطيدة مع الشعب الفلسطيني وشعراء فلسطين، وهذه القضية أحملها معي في صوتي مهما صارت من تغييرات سياسية، سأبقى مستمرة في التعبير عن حبي وإيماني بهذه القضية”.
وبالنسبة لها، فإن “انخراط الفنان في دعم القضية الفلسطينية جد مهم”، وسجلت أنه “رغم ما نشرت أنا وباقي الفنانين، فإنه يبقى محتشما جدا، كما لو كانت صرخة في قعر بئر لا يسمعنا أحد”، وأوضحت السبب في كون “الفنان العربي ليس له صوت مسموع في العالم”، ورددت مؤكدة: “حتى نكون واضحين مع أنفسنا، في المقابل كلمة بعض نجوم الغرب ربما وصلت بسهولة عكس الفنانين العرب”.
وارتباطا بموضوع الوعي العالمي بحقيقة ما يجري من مجازر في فلسطين، قالت الفنانة سميرة القادري، إن “العالم استفاق على هذه المجزرة التي ترتكب في غزة، كما أن أكثرية الدول تراجعت وفقدت الثقة، فقد كانت هذه الفظائع المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الأطفال والنساء والعزل أبرز دليل على أن إسرائيل أصبحت تتلذذ بما ترتكبه من جرائم بكل عجرفة”.
وحسب المتحدثة، فإن ما يقع في غزة يطرح أسئلة قلقة جدا مثل “هل فعلا هناك حقوق الانسان؟”، وأضافت بالتأكد على أن هناك “تواطؤا مع الاحتلال في قيامه بجرائم حرب تستهدف الفلسطينيين”، سواء كان “تواطؤا سريا أو علنيا”، وعبّرت عن حمدها لله أنه في المغرب “رأينا كيف أن القضية الفلسطينية متجذرة في نبض كل المغاربة”، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي.
وشددت الفنانة على ضرورة أن يكون هناك “تضامن اعلامي وسياسي واقتصادي وغيره من أنواع التضامن”، لأنه أمام ما يقع في غزة يبقى مشكل الثقة مطروحا وتراجعها جليا وواضحا بالنسبة لعدد من المؤسسات خاصة الحقوقية.
وبالحديث عن تجذر القضية الفلسطينية في نبض المغاربة، قالت “ما زلت أسجل بفخر واعتزاز نبض كل مغربي حر حمل القضية الفلسطينية في وجدانه منذ زمان”، وأضافت أننا “تابعنا الحشود المتضامنة في مسيرات ضخمة ومليونية، عبرت عن صدق المغاربة في دعم ونصرة القضية الفلسطينية”.
وبحماسة واضحة، قالت السوبرانو سميرة القادري، إنها تفتخر بدعمها للقضية الفلسطينية و”أقولها بجهر وبلا تردد”، مشددة على أن “الفن ليس ترفا، بل رسالة ومسؤولية”، مؤكدة أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية كونية.