كشف تقرير صدر حديثا تزايد حدة التنافس الذي وصفه بالشرس للدول الكبرى على إفريقيا سعيا لتحقيق مصالح والحصول على نفوذ في القارة الواعدة، مشيرا إلى استخدام هذه الدول شركات الأمن الخاصة كأداة لتحقيق أهدافها.
وأوضح تقرير لـ”المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات”، أن الأنجلوسكسونيين يستعدون لخوض معركة جديدة للنفوذ في القارة السمراء.
وأوضح التقرير الذي أعده الصحفي بالمركز أنطون فيسيلوف، أن تحقيق المصالح والخطط الطويلة الأجل للدول الأجنبية يتطلب توفير الحماية، بما في ذلك العسكرية.
وتابع أنه في الظروف التي يصبح فيها التدخل المباشر للجيش النظامي غير عملي أو مستحيلا تلجأ الدول إلى التشكيلات شبه العسكرية، مثل شركات الخدمات الأمنية.
وذكر التقرير، أنه في إفريقيا -على سبيل المثال- تعمل عديد من الشركات الأمنية الخاصة الأجنبية على غرار الشركة البريطانية “إيجيس للخدمات الدفاعية” وشركتي “أكاديمي” الأميركية وشركة “سيكوبكس” الفرنسية، وغيرها من الشركات.
وسجل أنه بوجه عام لا يخضع موظفو هذه الشركات لأي محاسبة أو رقابة كونها تبرم اتفاقيات حول عدم الإفصاح عن طبيعة عملها، فضلا عن أن القوى المحلية لا يخدمها الكشف عن علاقاتها مع مثل هذه الشركات، التي ترتبط وظائفها دائما بالحفاظ على السلطة وتحقيق أرباح خيالية.
وبيّن التقرير، أنه نظرا لتزايد نشاطها جذبت أنشطة الشركات الأمنية الخاصة الصينية في إفريقيا اهتماما كبيرا، مضيفا أن بكين عززت نفوذها الاقتصادي في القارة عن طريق توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع 52 من أصل 54 دولة أفريقية.
وتحتضن القارة الإفريقية اليوم، حسب التقرير، نحو 10 آلاف شركة صينية وما يصل إلى مليوني عامل صيني يشاركون في تطوير البنية التحتية وبناء المساكن والإنتاج الصناعي والتعدين.
ولفت التقرير، إلى الاستثمارات التي تقدر بمليارات الدولارات تتطلب الحماية، بما في ذلك الحماية الجسدية، مشيرا إلى أنه بسبب عدم التعويل على وكالات الأمن المحلية، تضطر السلطات الصينية إلى التعامل مع هذه المشاكل بنفسها.
وأفاد التقرير بأن تركيا تستميت في السنوات الأخيرة في تطوير العلاقات مع إفريقيا، إذ وسعت شبكة سفاراتها في القارة بشكل كبير وأولت اهتماما خاصا لتعزيز التعاون العسكري التقني، مثلما هي الحال مع ليبيا والصومال.
وبدورها عززت “شركة فاغنر” الروسية نفوذها بإفريقيا، حيث أبرمت عقودا تجارية خاصة مع الحكومات والشركات المحلية أو الجماعات المسلحة في ليبيا والسودان وموزمبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو.
وأوضح التقرير، أن روسيا أبرمت اتفاقيات رسمية بشأن تطوير القوات المسلحة المحلية مع عشرات الدول الأفريقية وفي هندسة العلاقات الروسية الأفريقية.
الأمين العام للأمم المتحدة يندد بـ”طرد” مهاجرين أفارقة من تونس إلى ليبيا
ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بـ”طرد” مهاجرين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، من تونس نحو الحدود الليبية والجزائرية، حيث تتقطع السبل بهم في الصحراء ويُلاقي بعضهم حتفه، حسبما أعلن المتحدث باسمه.
وقال فرحان حقّ، المتحدث باسم غوتيريش، خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يوم الثلاثاء فاتح غشت 2023، “نحن قلقون جدا حيال طرد مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء من تونس إلى الحدود مع ليبيا، وكذلك مع الجزائر”.
وأضاف أن عددا منهم لقوا حتفهم على الحدود مع ليبيا، مشيرا إلى وجود تقارير تفيد بأن “ثمة مئات الأشخاص، بينهم حوامل وأطفال، ما زالوا مُحاصرين في ظروف قاسية، فيما تقل فرص حصولهم على طعام وماء”.
ويصل مهاجرون ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، إلى ليبيا يوميا بالمئات، بعد أن تركتهم قوات الأمن التونسية على الحدود، في وسط الصحراء، وفقا لشهاداتهم وشهادات لحرس الحدود الليبيين جمعتها وكالة “فرانس برس” خلال الأيام الأخيرة.
وجدد المتحدث باسم غوتيريش، “الدعوة التي وجهتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة الأسبوع الماضي، من أجل وقف عمليات الطرد على الفور، ونقل أولئك الذين تقطعت بهم السبل على الحدود، بشكل عاجل، إلى مواقع آمنة”.
وقال إنه “يجب حماية جميع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء ومعاملتهم بكرامة، مع الاحترام الكامل لحقوقهم الإنسانية بغض النظر عن وضعهم، وفقا للقانون الدولي”.