■ ثـــقــة تــيـفي
بلغ عدد المستفيدين من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، منذ إطلاقه سنة 2017، ما مجموعه 390 نزيلاً من المؤسسات السجنية المغربية، بعد انضمام 26 نزيلاً إضافياً في الدورة 17 التي أعلن عن انطلاقتها اليوم الاثنين في السجن المحلي في سلا.

وتشير البيانات أن 74.05% من المشاركين استفادوا من العفو الملكي سواء بالعفو مما تبقى من العقوبة أو تخفيض العقوبة أو العفو من الغرامة.
وأوضح أحمد عبادي، رئيس مركز “مصالحة”، أن الدورة السابقة عرفت مشاركة نزيلة واحدة إلى جانب 20 نزيلاً، مشيراً إلى أنها المعتقلة الوحيدة حالياً من فئة الإناث المتابعات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، بينما سبق لـ12 نزيلة أن استفدن من البرنامج في دوراته السابقة وتم الإفراج عنهن جميعاً.
ووفقا لبلاغ، امتدت الدورة 16 على مدى 3 أشهر ونصف من التكوين والتأهيل الديني والقانوني والحقوقي والسوسيواقتصادي والنفسي. وتم تنفيذه في 214 ساعة، تم تخصيص 16 ساعة منها للتكوين، و 53 ساعة أخرى كانت مخصصة للأنشطة الموازية التي تضمنت المسرح والبستنة والأعمال اليدوية.
وأشار عبادي إلى أن الدورة الحالية تعد النسخة الخامسة التي يتم تنظيمها تحت إشراف مركز “مصالحة”، مبرزاً أن الاستمرار في تنفيذ هذا البرنامج يأتي بفضل النجاح الذي حققته الدورات السابقة وتحقيق الأهداف المرجوة منه، وذلك تنفيذاً للتعليمات الملكية السامية.
ويهدف برنامج “مصالحة” إلى تأهيل النزلاء المدانين في قضايا الإرهاب والتطرف، لضمان اندماجهم السلس في المجتمع بعد الإفراج عنهم. ويرتكز البرنامج على مقاربة شمولية، تقوم على تعزيز التفكير الإيجابي، وترسيخ الفهم الصحيح والمستنير للتعاليم الدينية، إضافة إلى تنمية مهارات الاندماج الإيجابي.
و أكد عبادي أن البرنامج يولي أهمية كبيرة لتوعية النزلاء بحقوقهم وحرياتهم الدستورية، كما يكفلها دستور المملكة، مع إبراز الفرص التي تتيحها هذه الحقوق لإعادة بناء حياتهم على أسس سليمة ومسؤولة.
و أضاف أن عدداً من النزلاء المشاركين في الدورة الحالية سبق لهم الاستفادة من برامج موازية يشرف عليها مركز “مصالحة”، من ضمنها برنامج المحاضرات العلمية، الذي استفاد منه إلى غاية الآن 243 نزيلاً عبر 8 مؤسسات سجنية، في إطار سعي المركز إلى تعميم هذه المبادرة على جميع النزلاء المعنيين.
ويُعد برنامج المحاضرات العلمية جزءاً من الإستراتيجية المتكاملة لمركز “مصالحة” في مجال مكافحة التطرف داخل السجون، حيث يشمل سلسلة محاضرات تفاعلية متخصصة تهدف إلى تأهيل السجناء المدانين في قضايا التطرف والإرهاب.
يتضمن برنامج “مصالحة” أيضاً حصصاً مخصصة للتوعية بالتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، مع التركيز على إبراز الآثار السلبية للأفكار المتطرفة على حياة الفرد والمجتمع.
ووفقا للعبادي، سيخضع النزلاء المستفيدون من الدورة الحالية لتقييم مستمر لمدى التزامهم وتفاعلهم مع مضامين البرنامج، مع التأكيد على أن المشاركة الإيجابية والانخراط الفعلي يمثلان شرطين أساسيين لتحقيق الأهداف المنشودة.
وفي ختام كلمته، دعا عبادي النزلاء إلى استثمار هذه الفرصة الثمينة للمصالحة مع الذات والدين والمجتمع، والبدء في مسار جديد يقوم على قيم الوطنية، والتسامح، والمواطنة الإيجابية.