استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح يوم الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة مكتظة وسط مدينة غزة، بعد ساعات فقط من احتفاله بميلاد طفلته الأولى، في مشهد مؤلم وثّق اللحظة الأخيرة التي جمعت الأب بابنته.
وكان صبيح قد نشر عبر حسابه على إنستغرام صورة وهو يحتضن مولودته، وكتب معلقًا “نورت دنيتنا أميرة صغيرة، الحمد لله الذي أكرمنا بقدوم ابنتنا الغالية، جعلها الله من الذرية الصالحة وأقر بها أعيننا .”
لم تمر ساعات على هذا المنشور حتى استُشهد في مجزرة دموية ارتكبها الاحتلال. وأظهرت مقاطع مصورة متداولة جثة صبيح وهو يرتدي نفس الملابس التي ظهر بها في صورته الأخيرة مع طفلته.
وباستشهاد صبيح، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال في غزة منذ بدء عدوانه في أكتوبر 2023 إلى 214 صحفيًا، وفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، وسط تحذيرات من سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الصوت الفلسطيني وتقييد التغطية الإعلامية.
يأتي هذا التصعيد الدموي في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض حصار خانق على قطاع غزة، بما في ذلك إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس، ما فاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني.
وتتواصل الهجمات العسكرية الإسرائيلية في ظل إدانات محلية ودولية متكررة، دون تحرك فعلي لوقف الانتهاكات الجسيمة التي ترقى، بحسب تقارير حقوقية، إلى جرائم إبادة جماعية ترتكب بدعم أميركي، وخلّفت حتى الآن أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى 11 ألف مفقود، معظمهم من النساء والأطفال.