قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إن أزيد من 330 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنويا، ما يشكل أحد أكبر المعيقات التي تعرقل تطور المنظومة التعليمية بجميع مراحلها، وأن 49 في المئة من الطلبة يغادرون الجامعة بدون الحصول على دبلوم.
وكشف أخنوش، أمس الاثنين، خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، حول موضوع “إصلاح المدرسة العمومية وتجويد منظومة التربية والتكوين”، بأن 70 بالمئة من التلاميذ لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمالهم التعليم الابتدائي، و 30 بالمئة فقط من التلاميذ يتمكنون من المقرر الدراسي في التعليم الابتدائي، و10 بالمئة فقط في التعليم الإعدادي، و23 بالمئة فقط من التلاميذ يستطيعون قراءة نص مكون من 80 كلمة باللغة العربية بسلاسة.
وأضاف، بأن 30 بالمئة فقط يتمكنون من قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة بسلاسة، و13 بالمئة فقط من التلاميذ يستطيعون إجراء عملية قسمة بسيطة، و49 بالمئة من الطلبة يغادرون الجامعة بدون الحصول على دبلوم.
وأبرز رئيس الحكومة، أن هذا التشخيص يتقاطع مع ما جاء به تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي حدد مكامن الخلل في ثلاثة أبعاد، تتعلق بأزمـات جـودة التعلمات، وثقـة المغاربـة في المؤسسة التربويـة وهيئتها التعليميـة، ثم مكانــة المدرســة التــي لــم تعــد تلعــب دورهــا فــي الارتقــاء الاجتماعــي وتشــجيع تكافــؤ الفــرص.
ولفت أخنوش إلى إطلاق “برنامج التدريس وفق المستوى المناسب” في القراءة والكتابة والرياضيات، الذي يستهدف أكثر من 400 ألف تلميذ خلال الموسم الدراسي الحالي.
وأشار إلى أن نتائج المرحلة التجريبية للبرنامج، الخاصة بأزيد من 245 ألف تلميذ، أظهرت تطورا ملموسا في مستوى الأداء لدى التلاميذ في التعلمات الأساس، وخصوصا في اللغات والرياضيات، حيث تضاعفت نسبة تحكم التلاميذ في الكفايات المستهدفة أربع مرات في الرياضيات، وثلاث مرات في اللغة الفرنسية، ومرتين في اللغة العربية.
وسعيا من الحكومة لتجاوز التفاوتات بين التلاميذ على مستوى تعلم اللغات، تم العمل على تعزيز التعددية اللغوية بكيفية متوازنة تضمن تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وكذا تجديد طرق التدريس باللغتين العربية والأمازيغية، واللغات الأجنبية، والاعتماد على الوسائل الحديثة لتمكين التلاميذ من الاطلاع على محتويات موحدة.
وأشار أخنوش في هذا السياق، إلى أنه تم الشروع في تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الابتدائية، ما مكن من إدماجها في ثلث مؤسسات التعليم المدرسي الابتدائي، حيث يستفيد من تعلمها أزيد من 745 ألف تلميذ، يمثلون 19.5 في المائة من مجموع تلاميذ السلك الابتدائي.
وأضاف، أن الحكومة عملت أيضا على توسيع تدريس اللغة الإنجليزية بالنسبة لـ 28 في المائة من التلاميذ في السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، و 62 في المائة في السنة الثانية منه.