فاز فيلم «أبي لم يمت» لمخرجه عادل الفاضلي، مساء السبت، بطنجة، بـ«الجائزة الكبرى» للمهرجان الوطني للفيلم، في دورته الـ23، التي نظمها المركز السينمائي المغربي على مدى 9 أيام.
وعرض الفاضلي فيلمه الأول الطويل «أبي لم يمت» الأربعاء الماضي بقاعة سينما “روكسي”، أمام جمهور المهرجان، بعدما تأخرت ولادته أكثر من 5 سنوات، لضعف الإمكانات التي لم تُتح تنفيذ تصوّر إخراجي متميّز، وفق قوله.
و كشف الفاضلي أنه رهن بيت والده من أجل الحصول على قرض بنكي لاستكمال إنتاج الفيلم، الذي تجاوزت ميزانيته ضعف مبلغ الدعم الذي منحه المركز السينمائي المغربي.
وظهر عنوان الفيلم “أبي لم يمت”، أنه تكريماً للأب الذي حقق استمراريته فناناً وإنساناً من خلال إبداع ابنه. وحضر الفنان الأب بدور أساسي في الفيلم، بجانب ممثلين برعوا في أدوارهم، مثل نادية كوندة وفاطمة عاطف وعبد النبي بنيوي وعمر لطفي.
وأوضح الفاضلي خلال مناقشة الفيلم بالمهرجان، أنه صنع فيلما من وحي طفولته وما سمعه وحكي في فترة سنوات الرصاص والقمع التي عاشها المغرب، مضيفا أنه اختار فترة سوداء من تاريخ البلاد، أراد أن يحكيها بالألوان، في إشارة إلى التصالح مع الماضي.
وقال في حصة النقاش واصفا عمله، “إنه فيلم للطفل الذي ما زلته دائما، بتفكير الراشد الذي أصبحته اليوم”. وتدور أحداث الفيلم في سيرك شعبي مفتوح، بطله الطفل “ماليك” يعيش مع والده في هذا الفضاء الذي تتحرّك فيه شخوص مختلفة تلتقي في المعاناة اليومية مع قسوة العيش.
و تطغى على الأحداث مقاربة حب الطفل وتعلّقه بأبيه الذي يستغل عاهة ابنه في السيرك، ويعبُر المخرج إلى عالم هذا الطفل المسمى «ماليك» المهتم بإيجاد والده الذي اعتُقل قسراً واختفى من دون أن يعرف أثره.
يتطرّق العمل لفترة سنوات الرصاص، ويقول عنها الفاضلي إنها تضيء على مرحلة حاسمة، من دون تعمُّد إدانة أحد. بعدما دعا المخرج، بتصوّره الإخراجي الفني، إلى التصالح مع الماضي والتطلّع إلى الغد بألوان زاهية.
وجرى خلال الحفل الختامي للدورة، توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في المسابقات الأربع الرسمية، وهي «الفيلم الروائي الطويل»، و«الفيلم القصير»، و«الفيلم الوثائقي الطويل» و«فيلم المدارس”.
وفي مسابقة «الفيلم الروائي الطويل»، وفضلاً عن «الجائزة الكبرى»، فاز فيلم «أبي لم يمت» للفاضلي بجوائز «الإنتاج» و«الإخراج» و«التصوير» و«الصوت» و«الموسيقى الأصلية».
في حين فاز فيلم «المحكور ما كيبكيش» (المحتقر لا يبكي) لمخرجه فيصل بوليفة بجائزة «لجنة التحكيم» وجائزة «السيناريو» وجائزة «أول دور نسائي».