بعد أن جعلت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي مختلا وظيفيا عبر استخدام النقض (الفيتو)، حصل مشروع القرار الذي تم التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة على دعم 153 دولة من أصل 193، مقابل معارضة 10 دول فقط، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة والنمسا وجمهورية تشيكيا.
وتم التصويت على مشروع القرار الذي قدمته مصر وشاركت في تقديمه حوالي 100 دولة، أمس الثلاثاء 12 دجنبر الجاري، في الجلسة الطارئة الخاصة بفلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار بأغلبية 153 عضوا ومعارضة 10 وامتناع 23 عن التصويت.
والدول التي عارضت مشروع القرار هي إسرائيل والولايات المتحدة والنمسا وتشيكيا وغواتيمالا وليبيريا وميكرونيزيا وناورو وبابوا غينيا الجديدة وباراغواي.
وما لفت الانتباه هو أن النمسا وجمهورية تشيكيا هما الوحيدتان اللتان قالتا “لا” لمشروع القرار بين الدول الأوروبية.
وفي 27 أكتوبر الماضي تمت الموافقة على قرار يطالب بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية 120 صوتا، ومعارضة 14 دولة، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما امتنعت 45 دولة عن التصويت.
وارتفع عدد الدول التي صوتت بـ “نعم” لمشروع القرار الأخير إلى 153 دولة بعد تغير مواقف دول مثل كندا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وهي دول امتنعت عن التصويت في 27 أكتوبر الماضي.
ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت على مشروع القرار الجديد، دول أوروبية مثل إيطاليا وبريطانيا والمجر وهولندا وليتوانيا وسلوفاكيا وأوكرانيا، مفضلة تجنب اتخاذ موقف ضد جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل مرارا وتكرارا وأكدها مسؤولون في الأمم المتحدة.
وفي حين امتنعت ألمانيا عن التصويت نظرا لرضوخها بسبب “ماضي الإبادة الجماعية بحق اليهود”، قررت أوكرانيا، ضحية الحرب والاحتلال أيضا، الامتناع عن الانحياز إلى أي طرف.
ورغم أن القرار ليس ملزما، إلا أنه مؤشر قوي على أن موقف الولايات المتحدة الذي جعل مجلس الأمن الدولي مختلا وظيفيًا من خلال رفض مشاريع قرارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة عدة مرات، غير مقبول من قبل المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت يشير إلى الدعم العالمي لدعوات وقف إطلاق النار.
كما أن قبول القرار بأغلبية ساحقة يكشف أيضًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحتا تعانيان من عزلة في المجتمع الدولي.
ورغم الخسائر البشرية الفادحة بصفوف المدنيين في غزة، لاسيما النساء والأطفال، وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل مرارا وتكرارا، كما أكد مسؤولون في الأمم المتحدة، فإن واشنطن التي تتمتع بحق النقض جعلت مجلس الأمن مختلا وظيفيا من خلال استخدامه ضد دعوات وقف إطلاق النار.
وكالة الأناضول بتصرف