كشف دبلوماسي فرنسي سابق، بأن فرنسا تخطط لاعتراف رسمي بمغربية الصحراء، في أفق بناء مرحلة جديدة من العلاقات بعد التحسن الذي شهدته مؤخرا، وذلك من أجل الحصول على امتيازات اقتصادية في المغرب وأفريقيا.
وأكد كزافييه دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، في حديث لصحيفة “لو فيغارو”، أن الاعتراف بمغربية الصحراء هو الموقف الدبلوماسي المستقبلي لقصر الإيليزي.
وأضاف الدبلوماسي الفرنسي، أن مستقبل العلاقات بين البلدين متوقف على هذا الأمر، وأن “باريس عدلت مؤخرا من سياستها باتجاه تقارب أكبر مع المغرب وهو ما تعكسه زيارة ثلاثة وزراء إلى الرباط في ظرف قصير”.
ومقابل “ماذا سيحدث على الجانب الجزائري؟”، إزاء مواصلة التقارب بين باريس والرباط، قال كزافييه “من وجهة نظري هناك احتمالان: إما أن نختلف مرة أخرى مع الجزائريين، خاصة إذا اعترفنا بمغربية الصحراء، والتي تبدو لي جزءا من الحقائق ومستقبل موقفنا الدبلوماسي. أو للتعويض عن هذا التقارب مع الرباط، سنضطر إلى تقديم تعهدات إضافية للجزائر”.
وشدد الديبلوماسي الفرنسي، أنه على الرئيس إيمانويل ماكرون التوجه إلى المغرب في زيارة دولة، ستكون هي الأولى من نوعها, إذ كانت الزيارة الأولى التي قام بها بعد انتخابه سنة 2017، ذات طابع ودي وزيارة عمل.
وأشار دريانكور، إلى أن ماكرون أصبح يعي حاليا أهمية المغرب بالنسبة لفرنسا، مؤكدا أن مصالح بلاده أكبر مع المملكة مقارنة بالجزائر، خصوصا على المستوى الاقتصادي.
وأوضح، أن باريس تسعى إلى إصلاح العلاقات مع “شريك يلعب دورا مهما في أفريقيا”، مضيفا، بأن الرئيس الفرنسي خلص إلى أن جهوده تجاه الجزائر لم تسفر عن نتائج كبيرة.
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تباحث الخميس الماضي في الرباط، مع وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، برونو لومير.
وعبر الطرفان خلال هذه المباحثات، على خصوصية وتفرد العلاقات القائمة بين المغرب وفرنسا، وإرادة البلدين بقيادة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على المضي قدما بالشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد.
وبداية من أبريل الجاري، عبرت باريس عن استعدادها لدعم جهود الاستثمار بالصحراء المغربية، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة.
وتعول فرنسا على أجهزة الاستخبارات المغربية، حيث قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، في تصريحات إثر لقائه بنظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، إنه “بدون دوائر الاستخبارات المغربية قد تكون فرنسا معرضة أكثر للإرهاب”، وأبرز أن هذه التهديدات تظهر أكثر “في أفق الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس”.