هل تسبب ‘الاهتزاز الجوي المستحث” في انقطاع الكهرباء في أوروبا؟

عاد التيار الكهربائي تدريجياً مساء الإثنين إلى معظم مناطق إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا، بعد انقطاع واسع النطاق تسبب في تعطيل حياة الملايين.

أدى الانقطاع إلى توقف إشارات المرور وأجهزة الصراف الآلي ووسائل النقل العام، فيما حُوصر العديد من الأشخاص داخل المصاعد والقطارات، واضطر آخرون لقضاء الأمسية على ضوء الشموع.

ورغم تعافي الشبكة، لم يتضح بعد السبب الدقيق وراء هذا الانقطاع غير المسبوق. وفي حين أشارت تقارير مبكرة إلى ظاهرة نادرة تُعرف باسم “الاهتزاز الجوي المستحث”، نفت الشركة البرتغالية المشغلة REN لاحقاً أن تكون هذه الظاهرة هي السبب المباشر.

++ لكن ما هو “الاهتزاز الجوي المستحث”؟

بحسب خبراء في الهندسة الكهربائية والأرصاد الجوية، يُعتقد أن المصطلح يشير إلى تذبذبات غير عادية في خطوط الكهرباء نتيجة تغيرات حادة ومفاجئة في درجات الحرارة أو الضغط الجوي.

فعندما يسخن جزء من الأرض بسرعة—كما يحدث خلال موجات الحر—يرتفع الهواء الساخن مسببًا اضطرابًا في توازن الضغط، الأمر الذي يولّد موجات في الغلاف الجوي تُشبه التموجات في الماء.

وعندما تكون هذه الموجات قوية بما يكفي، يمكنها إحداث اهتزازات في خطوط الجهد العالي الطويلة، تُعرف علميًا باسم “موجات الجاذبية الجوية” أو “التذبذبات الحرارية”، مما قد يعرّض الشبكة الكهربائية لضغط إضافي أو يؤدي إلى فشل في التزامن بين أنظمة متعددة داخل الشبكة الأوروبية الموحدة.

++ التحقيقات جارية

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الأسباب التقنية الدقيقة، فيما أشار مهندسون إلى أن هذه الأنواع من الظواهر الجوية، على الرغم من ندرتها، باتت أكثر تأثيرًا بسبب تزايد ترابط الشبكات وتعقيدها.

ويُسلّط هذا الحادث الضوء على هشاشة أنظمة الطاقة الحالية، خصوصاً في ظل التوسع السريع في استخدام السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. ودعا خبراء إلى تبني نماذج بديلة أكثر مرونة، من بينها “الشبكات المصغّرة المجتمعية” القادرة على العمل بشكل مستقل في أوقات الأزمات.

وفي ظل الضغوط البيئية والتقنية المتصاعدة، يحذر المختصون من أن استمرار الاعتماد على بنية مركزية تقليدية دون تحديث شامل قد يعرّض مناطق واسعة لخطر الانقطاع، مؤكدين أن تعزيز مرونة الشبكة ضرورة لا خيار.

 المصدر :  theconversation  الأسترالي بتصرف

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version