دراسة علمية دولية تكشف إمكانات معدنية واعدة بالأطلس الكبيرالشرقي في المغرب

ثقة تيفي

كشفت دراسة علمية دولية منشورة مؤخرة في المجلة العلمية “الطبيعة” عن إمكانات معدنية واعدة بمنطقة الأطلس الكبير الشرقي في المغرب، عبر اعتماد منهجية متقدمة تجمع بين تقنيات الاستشعار عن بعد، والتحليلات المختبرية، والمعاينات الميدانية الدقيقة.

و أظهرت الدراسة أن الدمج بين بيانات الأقمار الصناعية خاصة “لاندسات 8 أولي” و”آستر”، والملاحظات الميدانية والتحاليل الجيوكيميائية، قد أسفر عن خريطة مركبة للتشقق البنيوي تضم 1528 سلالة تكسير، تتركز أساسا في مناطق “تيت نعلي”، “تلهاريت”، و”تيجان”.

وحدّدت الدراسة مناطق جديدة ذات إمكانات تعدين مرتفعة لم تُستغل سابقًا، خاصة في ممرات NE-SW بـ “تيت نعلي” وNW-SE بـ “تاملاله”، بالإضافة إلى الامتدادات الشرقية لـ “تيجان”. وهي متوافقة مع مناطق قصٍّ موجهة من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ومن الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.

وقد أنجز هذه الدراسة فريق علمي متعدد التخصصات من مختبر المصادر الجيولوجية والبيئة الجيولوجية والهندسة المدنية، قسم علوم الأرض بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش، ويمثله طارق عمراوي، حسن إبوح، ويوسف بمومو. ومكتب الاستشارات الهندسية “جيوناليسيز” ويمثله عبد الواحد فرح. ثم قسم علم المعادن والجيولوجيا التابع لجامعة ديبريسين في هنغاريا، وقسم الجيولوجيا التابع لجامعة طنطا في مصر، ويمثلهما علي شبل.

وشملت الدراسة بعثتين ميدانيتين للتحقق من النتائج المستخلصة رقميًا: الأولى جرت قبل مرحلة المعالجة بهدف جمع العينات وإجراء توليف جيولوجي للتكوينات المعدنية، والثانية بعد تحليل المعطيات المكانية للتحقق من المواقع المستهدفة.

وأسفرت الأعمال الميدانية عن رصد واضح لعروق “الكوارتز” و”الكالسيت”، بالإضافة إلى معادن مرتبطة بالنشاط الحراري المائي مثل “الليمونيت والجوثيت”، وهي مؤشرات طيفية رئيسية ساعدت في تعزيز دقة التحديد الفضائي.

وقد أظهرت المقارنة بين بيانات الاستشعارعن بعد والملاحظات الميدانية تطابقًا كبيرًا، ما يدل على كفاءة النهج المعتمد في استكشاف مناطق التمعدن وتغيير الصخور داخل الأطلس الشرقي، ويؤكد قوة الجمع بين معطيات Landsat “لاندسات”و “آستر” لاستهداف المناطق الغنية معدنيًا.

وخلصت الدراسة إلى أن النتائج تمثل نقلة نوعية في طرق التنقيب المعدني في المنطقة، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم العمليات الجيولوجية الحاكمة للتمعدن في الأطلس العالي، مما يساهم في تعزيز فرص الاستثمار الجيولوجي والمعدني في المغرب في سياق الطلب العالمي المتزايد على المعادن الاستراتيجية.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version