ثقة تيفي
أعلنت التحالفات والشبكات الوطنية والجهوية وجمعيات الأشخاص في وضعية إعاقة والمنظمات الحقوقية والمدنية المتضامنة مع “حركة الكرامة الآن” عن إدانتها الشديدة للحملة الخيرية “تليثون 2025” التي نظمتها مجموعة الودادية المغربية للمعاقين بشراكة إعلامية مع القناة الثانية يوم الجمعة.
وفي بيان مشترك، أعربت الجهات الموقعة عن استنكارها العميق لما وصفته “بتجاوز الحملة لكافة الحدود الأخلاقية والقانونية، وما حملته من إساءة صريحة لكرامة الأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم”.
وقال البيان إن الحملة اعتمدت خطابًا تمييزيًا واختزاليًا، يعزز الصورة النمطية الدونية، ويكرس ثقافة الوصاية والوصم بدلاً من التركيز على ضمان الحقوق والمساواة.
وأكد البيان أن الحملة أعادت إحياء “المقاربة الإحسانية المتجاوزة” التي تقوم على العطف والشفقة، في تراجع خطير عن التزامات الدولة المغربية في تكريس المقاربة الحقوقية والاجتماعية، مبينًا أن هذه الحملة تمثل خرقًا صارخًا للمقتضيات الدستورية والقانونية.
وتطرقت الجمعيات الموقعة إلى انتهاك الحملة لمقتضيات القانون الإطار 97.13 المتعلق بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، لا سيما المواد المتعلقة بالمساواة وعدم التمييز، والمطالبة بصورة لائقة، وإشراك الجمعيات الممثلة للأشخاص في وضعية إعاقة في السياسات العمومية.
كما أشارت إلى أن الحملة قد تثير تساؤلات بشأن خرق المادة الخامسة من القانون 18.18 المتعلق بتنظيم عمليات جمع التبرعات، التي تمنع دعوة العموم إلى التبرع لأغراض تجارية أو بغرض استغلال حالة هشاشة الأشخاص.
وطالبت التحالفات والشبكات الوطنية بإدانة صريحة لهذه الحملة، والمطالبة بالاعتذار العلني من الودادية المغربية للمعاقين والقناة الثانية، وسحب جميع محتويات الحملة من المنصات الرقمية وإجراء تقييم تشاركي مع الفاعلين الحقوقيين.
كما ناشدت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بتحمل مسؤوليتها في رصد الخروقات المسجلة، ودعوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى إصدار قرار رسمي بشأن الانتهاكات وتوصيات لحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
وأكدت الجمعيات في بيانها أنها ستلجأ إلى كافة الوسائل القانونية، الوطنية والدولية، للدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وضمان محاسبة الأطراف المسؤولة عن الإساءة لكرامتهم.