شهد مكتب البيت الأبيض الأربعاء مواجهة متوترة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، بعدما عرض ترامب مقطع فيديو مزعوماً يثبت وقوع “إبادة جماعية” ضد الأقلية البيضاء الأفريكانية في جنوب إفريقيا، وهو ما نفاه رامافوسا بشدة.
بدأ اللقاء الذي جمع الطرفين على خلفية محاولة “إعادة ضبط” العلاقات بين البلدين، بشكل ودي تخلله حديث مرح عن الجولف، قبل أن يتحول فجأة عندما قدم ترامب فيديو يضم لقطات لرئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما والمعارض جوليوس ماليما وهم يغنون أغنية من حقبة الفصل العنصري تحتوي على عبارات تحريضية ضد الأفريكان، مع لقطات لقبور مزارعين بيض، مدعياً أن ذلك دليل على “الإبادة الجماعية” التي تتعرض لها الأقلية البيضاء.
ورد رامافوسا بهدوء، مؤكداً أن هذه الآراء لا تعكس سياسة الحكومة، ورفض الادعاء بوجود إبادة جماعية، مشدداً على أن معظم ضحايا العنف في جنوب إفريقيا هم من السود، وأن الجريمة ظاهرة تؤثر على المجتمع بأكمله. وأشار إلى أن القانون الجديد حول مصادرة الأراضي لا يستهدف تعسفياً الأراضي المملوكة للبيض، ويضمن حماية جميع المواطنين.
في المقابل، استمر ترامب في تكرار الادعاءات، مستشهداً بمقالات صحفية حول عمليات قتل مزارعين بيض، واصفاً الوضع بـ”عكس الفصل العنصري” دون تقديم أدلة قاطعة.
وأدان ديريك جونسون رئيس جمعية مكافحة العنصرية تصريحات ترامب ووصفها بأنها “محاولة لتقسيم المجتمع على أساس العرق ونشر دعاية كاذبة”، معتبراً أن ما صدر عن ترامب “مخجل ومروع”.
وأُشير إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا تمر بأزمة عميقة، خاصة بعد خلافات حول قضايا مثل قانون مصادرة الأراضي، وانتقادات جنوب إفريقيا لإسرائيل، وفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية وإجراءات دبلوماسية ضد بريتوريا.
بعيدا عن الكاميرات، بحث رامافوسا مع ترامب التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والأمن، واقتراح تقديم دعم تقني لجنوب إفريقيا في مواجهة معدلات الجريمة المرتفعة.
وأكد في مؤتمر صحفي، نجاح الزيارة في تعزيز التجارة والاستثمار، ونفى وجود إبادة جماعية، معتبراً أن الادعاءات مبالغ فيها ولا تستند إلى وقائع، بينما أشار إلى انفتاح ترامب على مزيد من التوضيح والمناقشة.
العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها منذ نهاية الفصل العنصري في عام 1994.
أدانت الولايات المتحدة قضية جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية ، وخفضت المساعدات ، وأعلنت تعريفات جمركية بنسبة 31٪ ، وطردت سفير جنوب إفريقيا لانتقاده حركة ترامب “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
المصدر : الغارديان