تقرير دولي: المغرب في صلب الطرق الأخطر لوفاة المهاجرين عام 2024

 ثقة تيفي
كشفت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، في تقرير صادر يوم الأربعاء، أن المغرب لا يزال يمثل نقطة محورية وحساسة في طرق الهجرة غير النظامية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تم تسجيل مئات الوفيات والاختفاءات في صفوف المهاجرين على طول حدوده خلال عام 2024، في ظل استمرار رحلات محفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان والحماية ومستقبل أفضل.


وسجّل المغرب وحده 198 حالة وفاة واختفاء، تركزت بشكل خاص في المناطق الساحلية القريبة من سبتة، الناظور، والفنيدق، إلى جانب عدد من حالات الغرق أثناء محاولات السباحة عبر الحدود البحرية في منطقتي تاراجال وتشوريلو. كما برزت القنيطرة كنقطة ساخنة، حيث تم تسجيل 75 حالة وفاة أو اختفاء، ما يعكس نشاطًا متزايدًا للهجرة في المناطق الساحلية الأقل مراقبة.


وأشار التقرير إلى استمرار حوادث الغرق والوفاة قرب طنجة ومنطقة الدريوش، نتيجة انقلاب قوارب كانت تحاول العبور نحو جنوب إسبانيا أو إلى مدينتي سبتة ومليلية، ما يبرز خطورة هذا المسار.


وعلى مستوى الطرق البحرية، اعتبر التقرير أن طريق المحيط الأطلسي الرابط بين غرب إفريقيا وجزر الكناري الإسبانية هو الأخطر من حيث عدد الوفيات، حيث تم تسجيل 1,095 حالة وفاة واختفاء، منها 138 قبالة السواحل المغربية.


وقد سجل هذا الطريق ارتفاعًا في عدد الوافدين، إذ وصل عبره 46,843 مهاجراً خلال عام 2024، مقارنة بـ39,910 في 2023. وشكل المهاجرون القادمون من مالي (16,773)، السنغال (12,877)، غينيا (4,176)، المغرب (3,939) وموريتانيا (3,100) النسبة الأكبر من العابرين.


كما لا يزال طريق وسط البحر الأبيض المتوسط من أكثر الممرات البحرية فتكًا في المنطقة، حيث تم تسجيل أكثر من 1,700 حالة وفاة واختفاء خلال العام ذاته، مع بقاء تونس وليبيا نقطتي انطلاق رئيسيتين للمهاجرين الذين يخوضون هذا العبور الخطير نحو السواحل الأوروبية.


ووفقًا لبيانات مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 3,488 حالة وفاة واختفاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2024، كان الغرق السبب الرئيسي فيها، إلى جانب الوفيات الناتجة عن الحوادث، التعرض للعوامل الطبيعية، والعنف على الطرق البرية والبحرية.


وتشير البيانات إلى أن نحو 60% من هذه الحالات لا تزال مجهولة الهوية، ما يعكس تحديات كبيرة في عمليات التعرف على الضحايا وإعادتهم إلى ذويهم.


أما على مستوى دول المنطقة، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 581 حالة وفاة واختفاء في عام 2024، توزعت بين الجزائر (288)، المغرب (198) وإسبانيا (95)، ما يجعل من هذه المنطقة واحدة من أكثر الممرات نشاطًا وخطورة في مسارات الهجرة غير النظامية.


من جهة أخرى، تطرق التقرير إلى أن أعدادًا متزايدة من الشباب في المنطقة يسعون وراء حلم الاحتراف الرياضي في أوروبا، وهو ما تستغله شبكات تهريب المهاجرين عبر تقديم وعود كاذبة مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليتعرضوا لاحقًا لشتى أنواع الاستغلال، من العمل القسري إلى الاستغلال الجنسي، إضافة إلى انتهاكات أخرى جسيمة.


وفي ختام التقرير، دعت المنظمة إلى تعزيز قدرات الدول في مجالات الطب الشرعي وتحديد هوية الجثث والتعامل معها بكرامة، مشددة على ضرورة تطوير معايير وبروتوكولات إقليمية للتعامل مع المهاجرين المفقودين، لاسيما في الدول التي تشهد معدلات وفيات مرتفعة مثل ليبيا، مصر، والمغرب.


كما أكد التقرير على أهمية حماية حقوق المهاجرين، وتوفير بدائل آمنة للهجرة، إلى جانب تكثيف الجهود لمحاربة شبكات التهريب والاستغلال التي تهدد حياة الآلاف سنويًا.

أضف تعليقك

Leave A Reply

11
استطلاع الرأي

من ترشح للفوز بكأس افريقيا

التواصل الاجتماعي
Exit mobile version