ثقة تيفي
أكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني السعودي للأرصاد، حسين بن محمد القحطاني، أن موسم حج هذا العام – 1446هـ – يمثل نقطة تحول مهمة في ارتباط موسم الحج بفصول السنة، حيث يشكل نهاية ارتباطه بفصل الصيف، ويبدأ دخول موسم الحج في دورة مناخية جديدة تستمر نحو 25 عامًا.
وأوضح القحطاني في بيان رسمي الأحد، ونقلته وكالة الأنباء السعودية، أن المواسم الثمانية القادمة للحج ستقع في فصل الربيع، يليها ثمانية مواسم في فصل الشتاء، ثم سلسلة مواسم خريفية، تشهد ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة، حتى يعود موسم الحج إلى فصل الصيف بعد ربع قرن.
وأضاف أن هذا التغير يتماشى مع الدورة الزمنية للتقويم القمري، مما يوفر أجواء مناخية أكثر اعتدالًا خلال مناسك الحج في السنوات المقبلة، ويعزز فرص أداء الفريضة في ظروف جوية مريحة وآمنة.

ويأتي هذا التطور في سياق تأثير التقويم الهجري المتغير، الذي ينقص نحو 10 إلى 11 يومًا كل عام مقارنة بالتقويم الميلادي، ما يجعل توقيت الحج يتحرك عبر فصول السنة المختلفة على مدى عقود طويلة، ويوفر تنوعًا مناخيًا كبيرًا ينعكس على تجربة الحجاج.
وشهد موسم الحج هذا العام تنفيذ سلسلة من الإجراءات للحد من أخطار التعر ض للحر الشديد، إلى جانب حملة واسعة لمنع الحج غير النظامي، ما انعكس في تراجع كثافة الحشود، وسط حضور أمني لافت في مكة المكرمة والمشاعر المحيطة بها.
وسجل هذا الموسم أقل عدد من الحجاج منذ أكثر من ثلاثة عقود، باستثناء السنوات التي شهدت قيودا بسبب جائحة كوفيد-19 بين 2020 و2022.
وفي العام الماضي، أدى 1,8 مليون مسلم فريضة الحج، وفق الأرقام الرسمية.
وقال مساعد وزير الصحة السعودي محمد العبد العالي لوكالة فرانس برس الخميس “نواجه عددا محدودا من حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة هذا العام وهذا دليل على فعالية كافة الإجراءات التنظيمية وكذلك الإجراءات الوقائية”.
ولجعل الحج أكثر سلاسة وأمانا، طورت السلطات البنى التحتية وحشدت آلاف الموظفين الإضافيين، واعتمدت على ترسانة تكنولوجية متقد مة تساعد على إدارة الحشود بشكل أفضل.
وسعت السلطات من خلال هذه الإجراءات إلى تفادي تكرار مأساة العام الماضي، حين توفي 1301 حاج بعدما بلغت الحرارة 51,8 درجة مئوية.
وأفادت السلطات السعودية حينها بأن معظم الوفيات سجلت في صفوف حجاج غير نظاميين تسللوا إلى مكة من دون تصاريح، ما حرمهم من السكن والخدمات التي توف رها المملكة لحماية الحجاج من الحر الشديد.
وتمنح تصاريح الحج للدول وفق نظام حصص، وتوزع على الأفراد عن طريق القرعة.
واليوم الأحد أدى حجاج بيت الله الحرام من المتعجلين طواف الوداع ، بعد إتمام رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، إيذانًا بانتهاء نسكهم.
وشهد المسجد الحرام حركة طواف كثيفة تجاوزت طاقته التشغيلية، حيث بلغ عدد الطائفين أكثر من 107 آلاف طائف في الساعة. كما بلغت الطاقة الاستيعابية للسعي بين الصفا والمروة نحو 118 ألف حاج في الساعة.
بدأ موسم الحج لعام 1446هـ يوم الأربعاء 4 يونيو الجاري بيوم التروية في منى، تلاه يوم الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة يوم الخميس.
وفي بيان رسمي صدر الخميس، أعلنت هيئة الإحصاء السعودية أن عدد الحجاج لهذا العام بلغ مليونًا و673 ألفًا و230 حاجًا وحاجة، من داخل المملكة وخارجها.
تستمر مراسم الحج لمدة ستة أيام، متضمنة أداء المناسك بترتيبها الدقيق، وسط جهود مكثفة من الجهات المعنية لضمان سلامة وراحة الحجاج.