كشف تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عمد إلى تحريك أماكن جلوس الجماهير في الملاعب المخصصة لبطولة كأس العالم للأندية 2025، وذلك بهدف توجيههم نحو الجهة المواجهة لكاميرات البث التلفزيوني، في محاولة لإظهار مدرجات ممتلئة خلال المباريات، وسط مؤشرات مقلقة حول ضعف الإقبال الجماهيري.
وبحسب التقرير، فوجئ بعض حاملي التذاكر الذين اشتروا مقاعدهم مسبقًا بتغيير مواقعهم الأصلية، إذ تم نقلهم إلى مناطق أمام الكاميرات لتحسين الصورة البصرية للبطولة، التي تنطلق هذا الأسبوع في الولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقًا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة. ورغم ذلك، شدد مسؤولون في الفيفا أن التغييرات لن تؤثر سلبًا على قيمة المقاعد، بل إن البعض حصل على ترقية إلى مواقع أفضل.
ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تكشف حجم التحديات التي تواجهها النسخة الجديدة من البطولة، والتي يعتبرها البعض محاولة من الفيفا لتوسيع نفوذه في كرة القدم على مستوى الأندية، مع سعيه لجعل المسابقة حدثًا سنويًا ضخمًا شبيهًا بكأس العالم للمنتخبات.
وتظهر إحدى خرائط الحجز الخاصة بمباراة دور الـ16 في 28 يونيو على ملعب “بنك أوف أمريكا” بمدينة شارلوت (بسعة 74,867 متفرجًا)، أن الحضور الجماهيري يتركّز فقط في جهة واحدة من المدرجات، بينما تظهر الجهة المقابلة شبه خالية. وتجمع هذه المباراة بين وصيف مجموعة تشيلسي والفائز من مجموعة تضم بايرن ميونيخ، مما يعكس أن حتى المباريات الكبرى تواجه صعوبات في جذب الحضور.
وكانت أسعار التذاكر قد شهدت تخفيضات كبيرة، وصلت في بعض الحالات إلى أقل من 20 دولارًا، كما حصل العديد من الجماهير الذين اشتروا مبكرًا على تعويضات نقدية كبيرة.
ففي المباراة الافتتاحية، التي جمعت إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي بالنادي الأهلي المصري على ملعب “هارد روك” في ميامي، عرضت خمس تذاكر للطلبة المحليين مقابل أقل من 20 دولارًا، بينما كان قد تم الإعلان عن أقل سعر للتذكرة عند انطلاق البيع في ديسمبر بنحو 349 دولارًا.
ورغم توقيع الفيفا صفقة بث عالمية بقيمة مليار دولار مع منصة DAZN، فإن صور المقاعد الفارغة المتوقعة لا تخدم أهداف المنظمة الدولية، خصوصًا مع الرهان الكبير على هذه النسخة التوسعية التي تستمر شهرًا كاملًا.
وقال متحدث باسم الفيفا في بيان رسمي “بطولة كأس العالم للأندية تمثل بداية عصر جديد في كرة القدم العالمية للأندية. نحن نجمع كبار الأندية من مختلف القارات ونعرّف الجمهور الأميركي والعالمي عليهم، ونتوقع حضورًا كبيرًا وأجواء مفعمة بالحيوية في نسختها الافتتاحية” وأضاف “شهية الجماهير تتحدث عن نفسها، فقد بيعت تذاكر لمشجعين من أكثر من 130 دولة حتى الآن”.
ورغم هذا التفاؤل الرسمي، تظل التحديات التنظيمية والإقبال الجماهيري المحدود موضع تساؤل بشأن قدرة النسخة الموسعة على فرض نفسها كأحد أبرز الأحداث الكروية العالمية.
