المنتزه الوطني توبقال.. جوهرة الأطلس الكبير..ما ذا فعل به الزلزال؟

انضم إلى المباني المدمرة بفعل الزلزال الذي ضرب المغرب مساء الجمعة الموافق للثامن من شتنبر الجاري، منتزه توبقال الوطني الذي أنشأ منذ أزيد من 8 قرون بإقليم الحوز جنوب مدينة مراكش. 

المنتزه الذي يعد قبلة لعشاق تسلق الجبال في المغرب، لم يسلم من الدمار الذي سببه الزلزال، حيث تعرضت المنازل والفنادق ودور الضيافة إلى أضرار جسيمة، وحتى المباني التي تبدو سليمة يقول سكان المنطقة إنها مُرشحة للسقوط في أي لحظة. 

يعود تاريخ إحداث هذا المنتزه الذي يعد من أقدم المنتزهات الوطنية المغربية إلى سنة 1942، ويحمل اسم جبل توبقال الذي يعتبر أعلى قمة في شمال إفريقيا (4167 مترا)، وهي عبارة عن سلسلة من التلال المرتفعة والوديان شديدة الانحدار مع ممرات تصل أحيانًا إلى أكثر من 3000 متر. 

ويمتد على مساحة تقارب 39 ألف هكتار، من أجل الحفاظ على التراث البيولوجي بالأطلس الكبير وشمال إفريقيا، ويعتبر موطنا لأعداد كبيرة من الأروي، والقرد زعطوط، والطيور الجارحة النادرة مثل النسر كاسر العظام.

هذا الجزء من الأطلس الكبير الذي يحده من الغرب وادي نفيس ومن الشرق وادي أوريكا، يحتوي على كتل صخرية عالية تبلغ ذروتها بين 3600 و 4000 متر فوق مستوى سطح البحر بالإضافة إلى هضبة تازاغارت العالية (3995 م) وبحيرة إفني (2،295 م). 

وينتمي المنتزه الوطني إلى مجموعة المنتزهات العشرة التي أحدثتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والتي صنفتها كمناطق محمية.  كما يدعمها قانون المحميات الطبيعية الذي تبنته المندوبية في 2010، والذي يتوافق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المنظمة لأطر الحماية والمحافظة على تلك الثروات الطبيعية.

وبقرية ويركان، إحدى أجمل الوجهات التي يقصدها رواد السياحة الجبلية في منتزه توبقال، كل شيء فيها قُلب رأسا على عقب، في وقت احتمى فيه سكان القرية بالخيام. وفي هذه القرية ذات البيئة الطبيعية الاستثنائية، تتربع دار ضيافة شهيرة على علو مرتفع لم تطمس تفاصيله هزة الزلزال، رغم الأضرار التي لحقت بمرافقه.

وعلى بعد كيلومترات قليلة من منحدرات بين منطقتي ويركان وإمليل، يوجد المتحف البيئي لمنتزه توبقال الوطني الذي يعد من أبرز الوجهات السياحية للمهتمين باكتشاف بيئة وجغرافية جبال الأطلس ومكوناتها البيولوجية في المنطقة.

لم تتضرر الأشياء المعروضة داخل المتحف الذي يتكون  من جناحين بشكل كبير، غير أن السقف والجدران تعرضا لدمار كبير، مما سيكون معه بحاجة إلى عناية خلال عمليات الترميم قبل فتحه من جديد أمام حركة الزوار. 

ويستقبل المتحف الذي يشكل مرآة تعكس ما يزخر به المنتزه الوطني لتوبقال بشكل خاص وإقليم الحوز بصفة عامة، مند افتتاحه في يوليوز 2012، قرابة 3000 زائر من مختلف الجنسيات والأعمار.

.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version