ينظم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط معرضاً فنياً استثنائياً يسلط الضوء على الجانب التشكيلي للأديب المغربي الطاهر بنجلون، في تجربة فنية تجمع بين الشعر واللون وتكشف عن مسار إبداعي جديد.
المعرض، الذي يحمل عنوان “من الكتابة إلى التشكيل”، يضم أكثر من أربعين لوحة فنية ويستمر إلى غاية 30 يونيو 2025. ويشكل مناسبة لاكتشاف بعد جديد من أبعاد بنجلون الإبداعية، بعيداً عن القلم والورق.

يشتهر بنجلون، المولود في فاس سنة 1944، بإنتاجه الأدبي الغزير الذي نال عنه عدة جوائز مرموقة، أبرزها جائزة غونكور سنة 1987.
لكن المعرض يفتح نافذة على ممارسته التشكيلية التي بدأها منذ سنة 2010، بدافع من صديق إيطالي، لورينزو زيكيشي، الذي دفعه إلى تحويل رسوماته العفوية في دفاتره إلى لوحات حقيقية.
لوحاته المعروضة في الرباط تمزج فنيا بين الشكل والكتابة، إذ تتداخل الجمل الشعرية مع التكوينات التشكيلية لتنتج تجربة بصرية وشعرية متكاملة، مستلهماً من أجواء البحر الأبيض المتوسط والطبيعة المغربية الزاخرة بالألوان والتفاصيل الحسية.
لم يتردد بنجلون في مواصلة التجربة الانتقال من مجال الأدب إلى التشكيل، “في البداية، ظن البعض أنني أريد أن أكون كل شيء: كاتب، فنان، وربما مخرج سينمائي! لكنني أخذت الأمر على محمل الجد، وشعرت مع الوقت بشرعية فنية.”
ويسلط المعرض الضوء على التوازن الذي يحققه بين الكتابة والرسم، حيث يخصص صباحه للكتابة، ثم ينتقل إلى مرسمه. بالنسبة له، الشعر والرسم “ابنتا عمّ”، كما يقول: “الشعر هو رياضيات الأحاسيس، وهو حاضر في اللوحات لا كمجرد تعليق، بل كعنصر عضوي.”