يسارع المغرب الخطى لتخفيف وطأة تداعيات الزلزال الذي ضرب منطقة “الحوز” والعودة إلى النشاط السياحي، خاصة وأن هناك خططا لاستقبال المزيد من الزوار خلال 2023، فضلا عن تنفيذ الالتزام بمواعيد دولية كبرى، موازاة مع تخطي المحنة المفاجئة التي ألمت بالمنطقة.
و يجري التواصل مع القطاع الخاص منذ بداية الأسبوع الجاري، من أجل على استئناف الأنشطة السياحية بشكل فوري تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس.
ويتم التركيز اليوم، على معالجة آثار الزلزال المدمر على مدينة مراكش بشكل خاص، والتي تُسهم بنحو 7% في الناتج المحلي الإجمالي، وتشتهر بحياتها النابضة مع قدوم الآلاف من الزوار إليها سنويا.
هذا، في وقتٍ تترقب فيه العاصمة السياحية استقبال آلاف المشاركين في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي تستضيفها مراكش من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل.
وكشفت تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن المغرب يواجه خسائر محتملة تصل إلى 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي إثر الزلزال، ومن المحتمل أن تتراوح بين مليار و10 مليارات دولار.
وتسبب الزلزال في تقليص عدد من السياح لمدة عطلتهم بمراكش، فيما ألغى آخرون حجوزاتهم الفندقية بالمناطق التي عرفت الزلزال بشكل أساسي، وهو ما يؤشر لوجود خسائر لدى الفاعلين في هذا القطاع من جهة وخزينة الدولة من جهة أخرى.
ولتفادي التأثيرات السلبية للإلغاءات، لجأت عدة وكالات سفر محلية وأجنبية لاقتراح حلول على السيّاح الذين قاموا بحجز رحلات إلى المغرب، من بينها تأجيل السفر من دون رسوم إضافية، خصوصاً مع اقتراب نهاية العام، الذي يشهد عادةً إقبالاً من السياح الأوروبيين.
و ذكر المكتب الوطني المغربي للسياحة أنه بادر، في اليوم الموالي للزلزال، إلى ربط الاتصال مع منظمي الرحلات السياحية وشركات الطيران من أجل طمأنتهم وتشجيعهم على مواصلة برمجة وجهة المغرب.
كما تم الاتفاق أيضا على مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة من خلال اعتماد تواصل ملائم يعكس الجهود الحقيقية المبذولة، مع تسليط الضوء على الثقة التي تحظى بها وجهة المغرب لدى الشركاء الدوليين في مجال السياحة.
وتعتبر السياحة من القطاعات الرئيسية بالمغرب، وتُسهم بنحو 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وتلعب دوراً كبيراً في رفد اقتصاد المملكة بالعملة الصعبة.
وكان القطاع قد استعاد عافيته هذا العام عموما ومراكش خصوصا، فخلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام زادت الإيرادات بواقع 50 في المئة.
وتظهر الأرقام أن نحو 6.5 مليون سائح معظمهم أوروبيون زاروا المغرب خلال النصف الأول من 2023، بارتفاع 92 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وكان يُتوقع أن يصل الرقم إلى 14 مليونا نهاية هذا العام.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مايكل دايموند المتخصص في السياحة المغربية قوله إن مراكش، وهي أقرب المدن السياحية لموقع الزلزال، “تظل آمنة بشكل عام للزوار وأن الجولات السياحية وزيارات المتاحف ما زالت مستمرة في المدينة”.
وفي سياق التطمينات أيضا، أكد والي البنك المركزي عبداللطيف الجواهري انعقاد الاجتماعات المالية والنقدية الأهم عالمياً في موعدها، منهياً التأويلات بشأن إمكانية تأجيلها.