عزل مجلس النواب الأميركي، يوم الثلاثاء 03 أكتوبر الجاري، رئيسه الجمهوري كيفن ماكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.
وللمرة الأولى في تاريخه الممتد منذ 234 سنة، صوت مجلس النواب، حسب “فرانس برس”، بأغلبية 216 صوتا مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار “منصب رئيس مجلس النواب شاغرا”.
وصوت ثمانية نواب جمهوريين إلى جانب الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب لصالح عزل رئيس المجلس الجمهوري الذي أثار غضب الجناح المتشدد في الحزب بتعاونه مع الإدارة الديموقراطية.
وجرى التصويت بناء على مذكرة قد مها يوم الإثنين 02 أكتوبر الجاري، النائب عن فلوريدا مات غايتس الذي ينتمي إلى الجناح اليميني المتشدد الموالي للرئيس السابق دونالد ترامب، تدعو لعزل رئيس مجلس النواب.
وأثار ماكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه في نهاية الأسبوع الماضي عندما تعاون مع الديموقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجن ب إغلاق حكومي.
وسبب الغضب العارم الذي أثاره هذا التعاون هو أن المحافظين المتشددين اعتبروا أن ماكارثي حرمهم من فرصة فرض تخفيضات هائلة في الميزانية.
وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بماكارثي (58 عاما) الذي لم يصدر عنه أي تعليق بل اكتفى برسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة.
وما لبث ماكارثي أن عقد مؤتمرا صحافيا مساء يوم الثلاثاء 03 أكتوبر الجاري، أعلن فيه أنه لن يترشح للمنصب الذي عزل لتوه منه حتى وإن كان النظام الداخلي لمجلس النواب يسمح له بذلك.
وقال “لقد كنت الرئيس الخامس والخمسين لمجلس النواب، وهذا شرف من بين الأعظم. لقد أحببت كل لحظة قضيتها” في هذا المنصب، مشددا في الوقت نفسه على أنه “متفائل” رغم كل ما حصل له.
ولم يتمم مكارثي عامه الأول في رئاسة مجلس النواب إذ إنه انتخب في هذا المنصب في يناير الماضي بعد مفاوضات شاقة ومضنية تعين عليه خلالها أن يقدم تنازلات كبيرة لحوالي عشرين نائبا من أنصار ترامب، بما في ذلك أن يتمكن أي نائب ساعة يريد من أن يدعو لإجراء تصويت لتنحيته، وهو ما فعله غايتس في النهاية.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “نظرا إلى أن التحديات الملحة التي تواجه بلدنا، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيسا له سريعا “.