“سيلا” طفلة غزاوية، كانت تحلم بانتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وخصصت صفحة من دفتر يومياتها لتسطر فيها هذه الأمنيات، حتى إنها وضعت عنوانا لإحدى الصفحات “مخططاتي بعد الحرب”.
مشاهدة التلفاز، السهر، الخروج أينما ووقتما تريد، الاتصال ببابا ساعات متواصلة ثم السفر إليه، 30 يوما من الديلفيري، (تقصد الطلب من المطاعم للمنزل).
كانت هذه بعض أمنيات الطفلة التي تئن مع أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة قصف وحشي يستهدف كل شيء، ولا يستثني حتى دور العبادة أو المستشفيات أو المدارس، وفي ختام أمنيات سيلا كان دعاؤها “إن شاء الله مخططاتي تتحقق”.
قصف جيش الاحتلال منزل الطفلة الصغيرة ضمن ما قصف من منازل في مخيم النصيرات في غزة، لتصعد روح سيلا إلى بارئها مع عدد من أفراد أسرتها، وتنضم إلى قائمة الشهداء التي جاوزت الـ20 ألفا حتى الآن.
صحفي الجزيرة هاني أبو مرزوق نشر فيديو عن هذه القصة المؤلمة عبر حسابه على إنستغرام، وأظهر فيه دفتر مذكرات الطفلة سيلا، وعلق بالقول انتهى المشهد، ولم تتمكن سيلا من استكمال مشاهد المسرحية.
وبعد نشر صور مذكراتها، انتشر فيديو يظهر لحظة انتشال جثمان الطفلة من تحت أنقاض منزلها الذي قصفه جيش الاحتلال، فدمره ومدر معه أحلام سيلا.
في صفحة أخرى من مذكراتها، كتبت سيلا ما يشبه مسرحية رفقة إخوتها وأبناء عمومتها، وكان أحد مشاهد المسرحية يصورها، وقد استيقظت فلم تجد طعاما للفطور.
لكن سيلا وبقية الضحايا لم يستيقظوا هذه المرة، وانتهى الفصل الأخير من حياتهم، تحت سمع وبصر العالم.
المصدر (الجزيرة بتصرف)