ثقة تيفي
كشف تقرير جديد عن الحقوق المدنية لعام 2024، صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، تلقيه أكبر عدد من الشكاوى عن حوادث الكراهية ضد المسلمين في العام الماضي، ما يمثل أعلى نسبة على الإطلاق في تاريخه الممتد لـ 30 عامًا.
و يوثق التقرير الذي يحمل عنوان “قاتل: عودة الكراهية ضد المسلمين” إجمالي 8 آلاف و61 شكوى تلقاها “كير”، تم الإبلاغ عن ما يقرب من نصفها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
يشير التقرير الذي قدمته “كير” -وهي أحد أكبر مؤسسات الجالية المسلمة في أمريكا- في مؤتمر صحفي بواشنطن، إلى أن موجة الحوادث المعادية للمسلمين في أمريكا ارتفعت عام 2023 بنسبة 56 % مقارنة بعام 2022.
وأوضح، أن هذه النسبة تجاوزت حتى الفترة التي أعقبت تنفيذ حظر المسلمين الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسجلت حينها ارتفاعا بنسبة 32 %.
وقال التقرير، إن تصاعد العنف مع استمرار الإبادة الجماعية في غزة منذ أكتوبر 2023، كان وراء هذه الموجة من كراهية الإسلام المتزايدة، وعلى الخصوص من أرباب العمل والجامعات والمدارس.
وفقا لمنظمة الحقوق المدنية الإسلامية في أمريكا، شكلت قضايا الهجرة واللجوء 20% من إجمالي الشكاوى الواردة في عام 2023 (1673 شكوى)، يليها التمييز في العمل بـ 1201 شكوى (15%)، والتمييز في التعليم بـ 688 شكوى (8.5%)، ثم جرائم وحوادث الكراهية بـ 607 شكوى (7.5%).
وقال كوري سايلور، مدير الأبحاث والمناصرة في “كير: “ “منذ أكتوبر 2023، روج عدد من السياسيين الأمريكيين بشكل صارخ للخطاب المناهض للمسلمين والفلسطينيين في محاولة لتبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.
و أضاف، “إننا نرى عواقب هذا الاستهداف العنصري تنعكس في بيانات الحقوق المدنية لـ “كير”، وهي واحدة من أسوأ سنوات الكراهية ضد المسلمين المسجلة في تاريخ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية”.
في تقريره السابق عن الحقوق المدنية لعام 2023، كان “كير” ، قد سجل أول انخفاض على الإطلاق في الشكاوى المقدمة إلى مكاتبه، واعتبرت نتائج التقرير مؤشرا على التقدم نحو التخفيف من تأثير الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة.
ويفصل التقرير الجديد للعام الحالي، أيضًا عشرات الحوادث المعادية للمسلمين التي وقعت في الولايات المتحدة في عام 2023، ويورد أمثلة لذلك، ويقول “إن وراء هذه الأرقام مآسي إنسانية”.
كما يوثق التقرير، جهود الطعن في قائمة المراقبة التي وضعتها الحكومة الفيدرالية عام 2023، بما في ذلك دعوى قضائية مرفوعة لوضع حد لقائمة المراقبة السرية التي تستهدف بشكل شبه حصري المسلمين بالمضايقة والإذلال عندما يسافرون.
و إلى ذلك، يقدر تحليل إحصائي لـ “كير” أن ما لا يقل عن 98.3% من الأسماء المدرجة في قائمة حظر السفر، وهي مجموعات فرعية تعرف باسم “قائمة مراقبة الإرهاب”، هي أسماء إسلامية.
و أفاد التقرير، أن أكثر من 350 ألف اسم مقيد في جزء من قائمة المراقبة التي حصل عليها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، تتضمن بعض الحروف لأسماء محمد أو علي أو محمود، وأكثر من 50 اسمًا تكرارًا كلها لأسماء إسلامية أخرى.
وقال “كير”، إنه في العام الماضي رفع عددًا من الدعاوى القضائية نيابة عن المسجونين والمعتقلين، بما في ذلك امرأة مسلمة مسجونة في ولاية مينيسوتا، ورد أنه تم تصويرها بدون حجاب، وأجبرت على حمل تلك الصورة على بطاقة هويتها.
بالمقابل، سجل التقرير، أن سبع ولايات أمريكية على الأقل، سمحت للمساجد ببث الأذان، والاحتفال بشهر التراث الإسلامي، و بالأعياد الدينية باعتبارها عطلات مدرسية.
وبناءً على هذه التطورات وغيرها، قدم “كير” عدة توصيات في هذا التقرير، ومنها على الخصوص مطالبة إدارة بايدن بتعليق نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي لقائمة المراقبة، وأن تضع البنوك حداً للاستهداف غير المشروع للعائلات الأمريكية المسلمة والعربية والفارسية.