ثقة تيفي
سلطت دراسة حديثة، أجراها فريق من الباحثين، بدعم من كلية العلوم بن مسيك بالدار البيضاء وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، الضوء على اكتشافات مهمة لآثار الديناصورات بمنطقة المرس بالمغرب، تعود إلى العصر الجوراسي الأوسط.
وتعد الرواسب القارية من العصر الجوراسي الأوسط إلى المتأخر في نطاق الأطلس، خاصة الكبير و الأوسط، مصادر وفيرة لتجمعات بصمة رباعيات الأرجل، بما في ذلك المسارات المحفوظة جيدًا للتمساحيات والتيروصورات والديناصورات.
وتهدف الدراسة التي نشرتها مجلة “*Science Direct* ، إلى توثيق وتفسير آثار الديناصورات في موقعين تاريخيين وأربعة مواقع جديدة تم اكتشافها في منطقة المرس بقلب الأطلس المتوسط، باستخدام التصوير الفوتوغرامتري الرقمي.
و تشير الدراسة، إلى أن مناطق دمنات ولواردين وإميلشيل وغيرها أصبحت معروفة الآن كمراجع لمواقع آثار الديناصورات الجوراسية، مقارنة بتلك الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وقالت الدراسة “في الآونة الأخيرة، أصبحت منطقة الأطلس المتوسط نقطة جذب مغربية لدراسة الفقاريات التي تعود إلى العصر الطباشيري الوسيط، وخاصة منطقة بولمان-المرس، الغنية بعظام الديناصورات المتنوعة وبيضها وآثار أقدامها، على الرغم من أن توثيق هذه الآثار لا يزال في مراحله الأولى.
وتحتوي منطقة المرس على العديد من مواقع آثار العصر الجوراسي الأوسط (الباثوني-الكالوفي) التي تم ذكرها منذ ثلاثينيات القرن العشرين، ولكن لم يتم وصفها حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وركزت الدراسة على آثار أقدام الديناصورات ومساراتها في موقعين تاريخيين، وأربعة مواقع جديدة في منطقة المرس (الأطلس الأوسط) باستخدام التصوير الفوتوغرامتري الرقمي، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للأسطح.
وكان لهذه الدراسة أهداف إنتاج بيانات ثلاثية الأبعاد للآثار ومواقع المسارات من أجل التصور والتحليل للدراسات التصنيفية، واستغلال هذه البيانات للحفاظ الرقمي ونشر المعرفة بها، مع تشجيع التعاون بين المجتمع العلمي والجمعيات والمنظمات المحلية لرفع الوعي بالحفاظ على هذا التراث القيم وتعزيزه.
وقد تمت دراسة الموقع الجيولوجي للمنطقة، الذي يتميز بسلاسل جبلية تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، بعناية، مع تنفيذ العمل الميداني في ماي 2023.
ووفقا للدراسة، يُظهر الموقع المركزي للمرس، آثارًا عديدة للثيروبودات على أربع مستويات طبقية متتالية، تم العثور على أعلى كثافة للمسارات في المستوى الأدنى، بما في ذلك تسعة مسارات على الأقل.
ومع ذلك، فإن هذه المناطق مهددة بالتآكل الموسمي بسبب الفيضانات، مما يؤدي إلى فقدان بعض المواقع المبلغ عنها، بالإضافة إلى آثار العصر الجوراسي الأوسط.
كما كشفت المنطقة عن بعض البصمات المعزولة لتكوين وادي أتشان من أواخر العصر الجوراسي وأوائل العصر الطباشيري بالقرب من بولمان.
وحددت الدراسة 433 آثار أقدام، بعضها معزول والبعض الآخر مرتبط بـ 29 مسارًا لصوروبود وثيروبود، تقع في الجزء الشمالي الشرقي من خط المرس المتزامن.
وقالت الدراسة، إن هذا التجمع العرقي الغني للديناصورات في هذه المنطقة، مع آثار مختلفة، يستحق اهتماما متزايدا وتعزيز جهود الحفاظ على هذه النافذة المفتوحة على ماضي المغرب البعيد.
وأكدت الدراسة، الأهمية الخاصة لهذه المواقع التي تحتفظ بسجل حفريات وحضارة متنوعة، بالنسبة للدراسات المتعلقة بتطور الديناصورات وإعادة بناء الآثار القديمة، فضلاً عن النشر العلمي وتعزيز التراث الجيولوجي.