ثقة تيفي / زينب حمينة- متدربة
قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، إن الموسم الفلاحي الحالي في وضعية جفاف حاد وصعب للغاية، ومستمر منذ سنوات، بسبب الاختلالات المناخية.
وأوضح الوزير، في معرض جوابه على سؤال شفوي حول “الإجراءات المعتمدة لتدبير مياه السقي”، بأن الحصة المائية المحددة لري دوائر السقي في هذه الظروف تبلغ 190 مليون متر مكعب في مجملها طوال الموسم، وهذا يمثل أقل من الثلث لمتوسط حصص المياه المخصصة في الدوائر السقوية خلال العشر سنوات الماضية على المستوى الوطني، بينما لا تسمح حالة السدود إلا لسقي مساحة 400 ألف هكتار في المجموع باستثناء حوض اللوكس، فيما تعرف كل الدوائر السقوية عجزا كبيرا.
وبحسب الوزير، تتوزع هذه الدوائر على أربع مجموعات، أولها دوائر الري باللوكوس وتافراتا (دائرة صغيرة بتاوريرت)، وتمثل 6% من المساحة الاجمالية لدوائر السقي الكبير وخصصت لها 290 مليون متر مكعب.
والثانية هي دائرة الري بالغرب التي عرفت تراجعا مهما خلال الموسمين الأخيرين لاعتبارات متعلقة بتأمين حاجيات الشرب، و خصص لها 370 مليون متر مكعب، استعمل منها 290 مليون متر مكعب.
وبخصوص المجموعة الثالثة، و هي ملوية وتادلة والحوز و ورزازات، والتي تمثل مع الغرب -وفق صديقي- 56% من المساحة الاجمالية لدوائر الري الكبير، فقد خصصت لها حصص مائية ضعيفة جدا لا تتجاوز 70 إلى 90%.
بينما يسجل بها عجز السنوات العادية (ملوية 48 مليون متر مكعب استعملت كلها ، تادلة 109 مليون متر مكعب، الحوز 28 مليون متر مكعب ، ورزازات 40 مليون متر مكعب لكل من سهل درعة ودائرة مولاي علي شريف تم استعمال 35 مليون متر مكعب منها).
أما المجموعة الرابعة فتخص دكالة وسوس ماسة وتافيلالت، والتي تمثل 38% من المساحة الاجمالية لدوائر السقي الكبير ، توقفت بها عملية الري في انتظار تحسن واردات الماء.
من جهة أخرى، قال المسؤول الحكومي، إن مجموع الواردات المائية إلى السدود الفلاحية هذا الموسم لم تتجاوز 2.4 مليار متر مكعب، بنسبة عجز 76 في المئة مقارنة مع السنة العادية، و 24 في المئة من النقص بالنسبة للسنة الماضية.
وأوضح صديقي، أن نسبة ملئ السدود إلى الآن بلغت 3.89 مليار متر مكعب (28%) وهذه السدود موجهة للفلاحة.
و قال ” إن الوزارة اعتمدت على رؤية فلاحية للاستثمار في السقي عبر توسيع المساحات المسقية والاقتصادية في مياه السقي وترشيدها”.
وتابع الوزير، أن حصيلة المشاريع المتراكمة مكنت من توسيع المساحات المسقية على الصعيد الوطني، لتصل في المجمل إلى 1.8 مليون هكتار في السنوات العادية مناخيا، وعصرنة شبكة الري بدوائر الري الكبير في إطار مخطط المغرب الأخضر والجيل الأخضر.
حيث شملت 175 ألف هكتار، يمثل صغار الفلاحين منها ما يزيد عن 80% في هذه المناطق، كما تم تجهيز 850 الف هكتار للري بالتنقيط.
وأبرز صديقي، بأن الوزارة تواصل مجهودتها في إطار استراتيجية الجيل الأخضر بهدف مضاعفة النجاعة المائية ودعم استدامة الفلاحة المسقية عبر عدة مشاريع ومقاربات.
ومن هذه المشاريع -يضيف الوزير-توسيع برنامج الأنظمة المقتصدة للماء لبلوغ مليون هكتار في أفق 2030، ومتابعة توسيع الري بسافلة السدود المنجزة أو المبرمجة على مساحة 70 ألف هكتار، مع مواصلة برنامج إعادة تأهيل دوائر السقي الصغير والمتوسط على 200 ألف هكتار.
كما لفت صديقي إلى أن الوزارة تعمل على الرفع من العرض المائي عبر مشاريع مهيكلة، تتمحور حول التسريع بتشييد سدود من طرف وزارة التجهيز والماء، للرفع من سعة التخزين إلى 6 ملايير متر مكعب، إضافة إلى مشاريع تحويل المياه والربط بين الأحواض المائية في إطار تعاقدي مع وزارتي الداخلة والتجهيز والماء والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والتي ستمكن من توفير حوالي مليار متر مكعب، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر للسقي في أفق 120 ألف هكتار لحماية واستدامة الري في بعض الأحواض الزراعية وإنشاء أحواض جديدة.
وأشار المصدر ذاته ، أن هذه المنجزات ستمكن القطاع الفلاحي من تعبئة مخزون مائي استراتيجي يناهز 3 ملايير متر مكعب كأساس لتحقيق السيادة الغدائية.
وأشار صديقي، أنه منذ انطلاق استراتيجية الجيل الأخضر بلغت ميزانية مجموع الاستثمارات في مياه السقي 28 مليار درهم، منها 8 ملايير درهم مخصصة لبرامج السقي الموضعي، و 8 ملايير درهم فيما يخص مشاريع الري الموضعي والتكميلي، و 20 مليار درهم لمشاريع توسيع المساحات وتحديث القنوات وتحلية مياه البحر