في خبر وسمته بـ “الحصري”، عنونت صحيفة هآرتس “إسرائيل تجند طالبي لجوء أفارقة لعمليات حرب غزة التي تهدد حياتهم، وتعد بوضع قانوني دائم”.
وذكرت هآرتس في الخبر المنشور في 15 سبتمبر، أن مسؤولو الأمن الإسرائيليون يعملون بهدوء لتجنيد أكبر عدد ممكن من طالبي اللجوء الأفارقة في جيش الاحتلال.
++ الوعود المغرية
وكإغراء، يوعد المجندون بالحصول على تصاريح إقامة دائمة، على الرغم من أنه وفقا للصحيفة، لم يتلق أي جندي أفريقي حتى الآن الوثائق المطلوبة.
كما نقلت عن مصادرها، بانة تم إسكات الانتقادات الداخلية لهذا الاستغلال.
وأوضحت هآرتس، وفقا للروايات الشخصية التي حصلت عليها، أن طالبي اللجوء الأفارقة الذين يوافقون على المشاركة في العمليات العسكرية التي تهدد حياتهم في بعض الأحيان في غزة، تقدم لهم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية المساعدة في الحصول على مكانة دائمة في إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، يقول مسؤولو الدفاع، الذين تحدثوا بشكل غير رسمي، إن المشروع يتم بطريقة منظمة، بتوجيه من المستشارين القانونيين لمؤسسة الدفاع.
وتشير إلى أنه مع ذلك، لم تتم معالجة الاعتبارات الأخلاقية لتجنيد طالبي اللجوء. وحتى الآن، لم يمنح أي من طالبي اللجوء الذين ساهموا في المجهود الحربي وضعا رسميا.
++ 30 ألف طالب لجوء
ووفقا للصحيفة، يعيش حاليا نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي في إسرائيل، معظمهم من الشباب. حوالي 3,500 مواطن سوداني منحتهم المحكمة وضعا مؤقتا لأن الدولة لم تنظر في طلباتهم ولم تبت فيها.
وأفادت هآرتس، بانه أثناء هجوم الـ 7 من أكتوبر، قتل ثلاثة من طالبي اللجوء. في أعقاب ذلك، تطوع الكثيرون للعمل الزراعي ومراكز القيادة المدنية، مع استعداد البعض للتجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي.
وأضافت بأن مسؤولي الدفاع أدركوا أن بإمكانهم استخدام مساعدة طالبي اللجوء واستغلال رغبتهم في الحصول على مكانة دائمة في إسرائيل كحافز.
وتقول مصادر عسكرية للصحيفة، إن المؤسسة الأمنية استخدمت طالبي اللجوء في عمليات مختلفة، تم الإبلاغ عن بعضها في وسائل الإعلام.
++ فروا من الحرب إلى الحرب
كما قالت صحيفة “هآرتس” بإنها علمت بعض الناس أعربوا عن اعتراضهم على هذه الممارسة، بحجة أنها تستغل الأشخاص الذين فروا من بلدانهم بسبب الحرب. ومع ذلك، ووفقا لتلك المصادر، تم إسكات هذه الأصوات.
ونقلت عن أحد المصادر قوله “هذه مسألة إشكالية للغاية”. “إن تدخل الحقوقيين لا يعفي أحدا من الالتزام بمراعاة القيم التي نسعى للعيش بها في إسرائيل”.
وكشفت المصادر التي تحدثت مع صحيفة “هآرتس” أنه في حين كانت هناك بعض الاستفسارات حول منح مكانة لطالبي اللجوء الذين ساعدوا في القتال، لم يتم منح أي منهم مكانة قانونية.
في الوقت نفسه، سعت مؤسسة الدفاع إلى توفير مكانة للآخرين الذين ساهموا في الجهود القتالية.
++ والأطفال أيضا
وعلمت هآرتس أيضا أن وزارة الداخلية بحثت إمكانية تجنيد أطفال طالبي اللجوء، الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الإسرائيلية، في الجيش الإسرائيلي.
في الماضي، سمحت الحكومة لأطفال العمال الأجانب بالخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي مقابل منحهم مكانة لأفراد أسرهم المباشرين.
وقالت هيئة الدفاع ذات الصلة لصحيفة “هآرتس” ردا على ذلك إن جميع إجراءاتها تتم بشكل قانوني.
++ سد الخصاص
يذكر أنه في يوليوز، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “الجيش يحتاج إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور”.
وكان الجيش الإسرائيلي كشف من أن ما لا يقل عن 10 آلاف من جنوده أصيبوا بجروح خطيرة أو متوسطة منذ بداية الحرب.
وتم الإعلان عن أن الآلاف من الجنود الإسرائيليين “معاقون” بسبب الصدمة النفسية التي عانوا منها خلال الحرب، وفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ومن هنا جاءت حالة الإلحاح في الجيش، الذي أصبح وفقا للواء الإسرائيلي الاحتياطي إسحاق بريك، “صغيرا وضعيفا، مع عدم وجود فائض في القوات”.