ألمانيا تواصل تقييد الحريات الأكاديمية والثقافية باسم التصدي لمعاداة السامية

بعد نقاشات حامية، وضعت اللمسات الأخيرة على نص لتعزيز التصدي لمعاداة السامية، لا سيما في الأوساط التعليمية والثقافية في ألمانيا على أن يعرض قريبا على النواب الألمان، وفق ما كشفت مصادر برلمانية.

والهدف من هذا النص غير الملزم “حماية وصون وتعزيز الحياة اليهودية في ألمانيا”، وفق النسخة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

ومن المرتقب أن يطرح هذا القرار الأسبوع المقبل على البوندستاغ. وهو يحظى بدعم الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحكومي (الاشتراكيون الديموقراطيون والخضر والليبراليون)، فضلا عن المعارضة المحافظة (الاتحاد المسيحي الديموقراطي). وكان صوغه محط نقاشات ساخنة.

ويرتكز مؤيدوه على “التصاعد الشديد في الأعمال المعادية للسامية” مند بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023.

أما منتقدوه، فلا يخفون خشيتهم من أن تقيد بعض أحكامه الحريات الأكاديمية والثقافية.

وينص مشروع القرار هذا على “ألا يحظى بدعم مالي أي كيان أو مشروع ينشر معاداة السامية ويشك ك في حق إسرائيل في الوجود وينادي بمقاطعة إسرائيل أو يدعم بفعالية حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها”.

ويوصي القرار بـ”تطبيق حق النفاذ إلى المراكز (التعليمية) أو الإقصاء من الصفوف أو حت ى الطرد في حالات بالغة الخطورة” في المؤسسات التعليمية.

ومنذ عام، تشهد الجامعات الألمانية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وترتفع وتيرة النقاشات في الأوساط الأكاديمية حول الموقف إزاء حرب إسرائيل على غزة.

ومن بين منتقدي النص ، حوالى مئة فنان ومفك ر يهودي يقيمون في ألمانيا اعتبروا في مقال صحافي صدر هذا الصيف أن القرار “لم يبلغ الأهداف المرجوة منه. وسيضعف تنوع الحياة اليهودية في ألمانيا من خلال ضم كل اليهود إلى التدابير المتخذة من الحكومة الإسرائيلية بدلا من أن يقويه”.

ولقي مشروع مضاد صاغه حقوقيون دعم حوالى 600 شخصية من أوساط الجامعات والجمعيات والهيئات الثقافية، دعت إلى نص “يحمي الحياة اليهودية من تأليب الأقليات بعضها على بعض”.

ويسلط النص البرلماني الضوء على “النطاق المريع لظاهرة معاداة السامية بدفع من الهجرة المتأتية من شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، مع الإشارة إلى أن هذه الظاهرة “تزداد جلاء وعنفا أيضا في الأوساط اليمينية المتطر فة” وهي مرتبطة أيضا بـ”معاداة الإمبريالية عند اليسار”.

المصدر: (أ ف ب) بتصرف


أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version